كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 2)

وكذلك قوله1:
وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ ... طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود
وكذلك قوله2:
لا تنكروا ضربي له من دونه ... مثلًا شرودًا في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره ... مثلًا من المشكاة والنبراس3
وكذلك قوله4:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسيل حربٌ للمكان العالي
وكذلك قوله في الشيب5:
شعلةٌ في المفارق استودعتني ... في صميم الفؤاد ثكلًا صميما
تستثير الهموم ما اكتن منها ... صعدًا وهي تستثير الهموما
فالبيت الثاني من المعاني المخترعة، وقد تفقه فيه فجعله مسألة من مسائل الدور، وهذا من إغراب أبي تمام المعروف.
وهذا القدر كاف من جملة معانيه، فإنا لم تستقصها ههنا.
__________
1 ديوان أبي تمام 85 من قصيدة يمدح فيها أبا عبد الله أحمد بن أبي دؤاد، ويعتذر إليه، ويستشفع بخالد بن يزيد، ومطلعها:
أرأيت أي سوالف وخدود ... عنت لنا بين اللوى وبرود
2 ديوانه 172 من قصيدة في مدح أحمد بن المعتصم، ومطلعها:
ما في وقوفك ساعة من باس ... تقضي ذمام الأربع الأدراس
3 يشير بذلك إلى قول الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} [سورة النور، آية: 35] ، والمشكاة هي الكوة في الجدار غير النافذة.
4 الديوان 246 من قصيدة في مدح الحسن بن رجاء، مطلعها:
يكفي وغاك فإنني لك قال ... ليست هوادي عزمتي بتوالي
والوغى الحرب، والقالي المبغض، والهوادي الأوائل، والتوالي الأواخر.
5 الديوان 291 من قصيدة في مدح أبي سعيد، مطلعها:
إن عهدا لو تعلمان ذميما ... أن تناما عن ليلتي أو تنيما

الصفحة 20