كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 2)
ومن هذا الباب قول ابن الرومي1:
كل امرئٍ مدح امرًأ لنواله ... وأطال فيه فقد أساء هجاءه
لو لم يقدر فيه بعد المستقى ... عند الورود لما أطال رشاءه
وكذلك قوله2:
عدوك من صديقك مستفادٌ ... فلا تستكثرن من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أو الشراب
وكذلك قوله3:
لما تؤذن الدنيا به من صروفها ... يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلا فما يبكيه منها وإنها ... لأوسع4 مما كان فيه وأرغد
إذا أبصر الدنيا استهل كأنه ... بما هو لاقٍ5 من أذاها يهدد
وكذلك قوله6:
رددت علي مدحي بعد مطلٍ ... وقد دنست ملبسه الجديدا
__________
1 ولد أبو الحسن علي بن العباس الرومي ببغداد، وعاش فيها متأثرا بمزاجه اليوناني، وبالثقافة الغربية كذلك، فكان شعره صورة طريفة في الأدب العربي من حيث الابتكار، والتنسيق المنطقي والاستقصاء، في أسلوب جزل متين، وقد أجاد فنون الشعر وخاصة الوصف، مات ابن الرومي سنة 283هـ، والبيتان من أبيات أربعة، وبعدهما:
غير فإني لا أطيل مدائحي ... إلا لأوفى من مدحت ثناءه
وأعد ظلما أن أقل مديحه ... حمدا وأسخط أن أقل عطاءه
2 ديوان ابن الرومي 139 ورواية الديوان "يحول" موضع "يكون" في عجز البيت الثاني.
3 الديوان 393 من قصيدة في مدح صاعد بن مخلد، ومطلعها:
أبين ضلوعي حمرة تتوقد ... على ما مضى أم حسرة تتجدد
4 رواية الديوان "لأفسح".
5 رواية الديوان "بما سوف يلقى".
6 ديوان ابن الرومي 370 من أبيات أربعة.