كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 2)
وعلى هذا المنهاج ورد قول البحتري1:
وأغر في الزمن البهيم محجل ... قد رحت منه على أغر محجل
والأغر المحجل الأول هو الممدوح، والأغر المحجل الثاني: هو الفرس الذي أعطاه إياه.
وكذلك ورد قوله2:
وصاعقةٍ في كفه تنكفي بها ... على أرؤس الأعداء خمس سحائب3
وهذا من النمط العالي الذي شغلت براعة معناه، وحسن سبكه عن النظر إلى استعارته، والمراد بالسحائب الخمس: الأصابع.
وكذلك ورد في أبيات الحماسة:
دك طود الكفر دكا ... صاعقٌ من وقع سيفك
أرسلته خمس سحبٍ ... نشأت من بحر كفك
وكذلك ورد قوله في أبيات يصف فيها السيف:
حملت حمائله القديمة بقلةً ... من عهد عادٍ غضةً لم تذبل4
وهذا من الحسن على ما يشهد لنفسه، كأنه قال: حملت حمائله سيفًا أخضر الحديد كالبقلة.
__________
1 ديوان البحتري 2/ 217 من قصيدة في مدح محمد بن علي بن عيسى القمي الكاتب، ومطلعها:
أهلا بذكم الخيال المقيل ... فعل الذي نهواه أو لم يفعل
2 ديوان البحتري 2/ 211 من قصيدة مطلعها:
هبيه لمنهل الدموع السواكب ... وهبات شوقي في حشاه لواعب
3 رواية الديوان "من نصله" "موضع" في كفه، والأقران موضع، الأعدإ.
4 آخر بيت في قصيدة البحتري التي مطلعها:
أهلا بذلكم الخيال المقبل ... فعل الذي نهواه أو لم يفعل
وقد تقدم بيت من هذه القصيدة في الصفحة السابقة.