كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 3)
وكذلك قوله في قصيدة يمدحه بها أيضا، ويذكر فيها خروج بابك الخرمي عليه وظفره به، وهي من أمهات شعره قال:
الحق أبلج والسيوف عوار ... فحذار من أسد العرين حذار1
وكذلك قوله متغزلا:
عسى وطن يدنو بهم ولعلما ... وأن تعتب الأيام فيهم فربما2
وهذا من الأغزال الحلوة الرائقة، وهو من محاسن أبي تمام المعروفة.
وكذلك قوله في أول مرثية:
أصم بك الناعي وإن كان أسمعا ... وأصبح مغنى الجود بعدك بلقعا3
وأما أبو الطيب فإنه أكثر من الابتداءات الحسنة في شعره، كقوله في قصيدة يمدح بها كافورا، وكان قد جرت بينه وبين ابن سيده نزغة، فبدأ قصيدته بذكر الغرض المقصود فقال:
حسم الصلح ما اشتهته الأعادي ... وأذاعته ألسن الحساد4
وهذا من بديع الابتداء ونادره
__________
1 في مدح المعتصم "الديوان 2/ 198".
2 في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف "الديوان 3/ 232" تعتب: من أعتب إذا أعطاه العتبى أو طلبها إليه. فربما: فربما دنا البعيد.
3 الديوان 374 طبعة محمد جمال والمطلع بالموازنة 94 وبمعجم البلدان 8/ 88 في رثاء أبي نصر محمد بن حميد الطائي.
4 كان قوم من الغلمان اتصلوا بابن الإخشيد سيد كافور، وأرادوا أن يفسدوا الأمر على كافور، فطالبه بتسليمهم إليه, فسلمهم بعد أن امتنع مدة سببت وحشة، ولما تسلمهم كافور ألقاهم في النيل واصطلحا "الديوان 2/ 156".