كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 3)
المرضياتك ما أرغمت آنفها ... والهادياتك وهي الشرد الضلل1
وعلى هذا النحو ورد قوله:
وناضرة الصبا حين اسبكرت ... طلاع المرط والدرع اليدي
تشكى الأين من نصف سريع ... إذا قامت ومن نصف بطي2
وقد جاء لأبي نواس ذلك فقال:
أقلني قد ندمت على الذنوب ... وبالإقرار عذت من الجحود
أنا استهديت عفوك من قريب ... كما استعفيت سخطك من بعيد3
فقابل بين الأضداد من الجحود والإقرار، والعفو والسخط، والقرب والبعد.
وعلى نحو من ذلك ورد قول علي بن جبلة في أبي دلف العجلي4 وهو:
أيم المهير ونكاح الأيم ... يوماك يوم أبؤس وأنعم
وجمع مجد وندى مقسم
وكذلك قوله أيضا:
هو الأمل المبسوط والأجل الذي ... يمر على أيامه الدهر أو يحلو
__________
1 من مقطوعة يصف فيها شدة البرد بخراسان ويصف الإبل "الديوان 360" والبيت الأخير بالديوان قبل الأول. والذي بالديوان "وهي الرشد والضلل" والإرقال والرمل ضربان من السير. ذلل: مطيعة منقادة.
2 من قصيدته في مدح الحسن بن وهب "الديون 3/ 351".
اسبكرت: تم شبابها. طلاع المرط: ملؤه يعني مرط المرأة.
اليدي: الواسع، ويروى البدي بالباء وهو البديع العجيب.
نصف سريع: ويروى خصرها الرقيق. نصف بطيء يريد ردفها الثقيل.
3 الديوان 453 وليس البيت الثاني به، وبعد البيت الأول:
وإن تصفح فإحسان جديد ... سبقت به إلى شكر جديد
4 يعرف علي بن جبلة بالعكوك، كان مداحا مجيد ووصافا بارعا، وكان ضريرا، مدح المأمون وحميد بن عبد الحميد الطوسي وأكثر من مدح أبي دلف وأجاد ومدح غير هؤلاء "طبقات الشعراء لابن المعتز 170 والشعر والشعراء 50 وتاريخ بغداد 11/ 359 وشذرات الذهب 2/ 30".