كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 3)
لكن قد يجيء منه ما هو صفة من صفات الترادف, لا الاسم نفسه، فيكون حسنا كقول جرير:
ولا تمنعك من أرب لحاهم ... سواء ذو العمامة والخمار1
أخذ أبو الطيب المتنبي هذا المعنى فقال:
ومن في كفه منهم قناة ... كمن في كفه منهم خضاب2
الضرب الثالث من السلخ:
وهو أخذ المعنى ويسير من اللفظ، وذلك من أقبح السرقات وأظهرها شناعة على السارق, فمن ذلك قول البحتري في غلام.
فوق ضعف الصغير إن وكل الأمر ... إليه ودون كيد الكبار3
سبقه أبو نواس فقال:
لم يخف من كبر عما يراد به ... من الأمور ولا أزرى من الصغر4
وكذلك قوله "البحتري" أيضا:
كل عيد له انقضاء وكفي ... كل يوم من جوده في عيد5
__________
1 من قصيدته في هجاء الفرزدق والبعيث "الديوان 192" وقبل البيت بيت فاحش. الأرب: الحاجة القبيحة التي ذكرها في البيت السابق.
2 من قصيدته في مدح سيف الدولة بعد أن أوقع ببني كلاب الخارجين عليه، التي مطلعها:
بغيرك راعيا عبث الذئاب ... وغيرك صارما ثلم الضراب
وهو يشير في البيت إلى ما فعله سيف الدولة بهم، إذ سبى نساءهم، فصار الرجال كالنساء ذلا وخزيا.
3 من قصيدته في مدح أبي جعفر بن حميد واستيهابه غلاما "الديوان 2/ 25" وفي الديوان "الصغار" بدلا من "الصغير".
4 ليس البيت في ديوانه.
5 ليس البيت في ديوانه.