كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 3)
وكذلك قول ابن الرومي:
وكلت مجدك في اقتضائك حاجتي ... وكفى به متقاضيا ووكيلا1
سبقه أبو تمام فقال:
وإذا المجد كان عوني على المر ... ء تقاضيته بترك التقاضي2
وكذلك قال ابن الرومي:
وما لي عزاء عن شبابي علمته ... سوى أنني من بعده لا أخلد3
سبقه منصور النمري فقال:
قد كدت أقضي على فوت الشباب أسى ... لولا تعزي أن العيش منقطع4
وكذلك فعل أبو الطيب المتنبي فمما جاء منه قوله:
فدى نفسه بضمان النضار ... وأعطى صدور القنا الذابل5
__________
1 ليست بديوانه المطبوع.
2 من قصيدته في مدح ابن أبي دواد التي مطلعها:
بدلت عبرة من الإيماض ... يوم شدوا الرحال بالأغراض
"الديوان 2/ 316".
3 "الديوان 394" من قصيدته التي مطلعها:
أبين ضلوعي جمرة تتوقد ... على ما مضى أم حسرة تتجدد
4 من قصيدته في مدح الرشيد "الأغاني 12/ 18" ومنها في الشباب:
ما تنقضي حسرة مني ولا جزع ... إذا ذكرت شبابا ليس يرتجع
بان الشباب وفاتتني بلذته ... صروف دهر وأيام لها خدع
ما كنت أوفى شبابي كنه غرته ... حتى انقضى فإذا الدنيا له تبع
ومنصور النمري كان عند الرشيد مقدما، وكان الرشيد يعطيه ويجزل له، وكان يتظاهر بأنه عباسي المذهب وهو في باطن نفسه شيعي.
5 من قصيدته في مدح سيف الدولة لما استنقذ من أسر الخارجي أبا وائل تغلب بن داود، ومطلعها:
إلام طماعية العاذل ... ولا رأي في الحب للعاقل
"الديوان 3/ 186" النضار: الذهب. القنا الذابل: الرماح. أي: ضمن لهم الذهب ثم أعطاهم صدرو الرماح. وذلك أن سيف الدولة استنقذه من أيديهم بغير فداء، إذ أتى الخارجي بجيشه وقتله وأنقذ أبا وائل.