كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 3)
الضرب السادس من السلخ:
وهو أن يؤخذ المعنى فيزاد عليه معنى آخر, فمما جاء منه قول الأخنس بن شهاب:
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فنضارب1
أخذه مسلم بن الوليد فزاد عليه وهو قوله:
إن قصر الرمح لم يمش الخطا عددا ... أو عرد السيف لم يهمم بتعريد2
وكذلك ورد قول جرير في وصف أبيات من شعره:
غرائب ألاف إذا حان وردها ... أخذن طريقا للقصائد معلما3
أخذه أبو تمام فزاد عليه، إذ قال في وصف قصيد له، وقرن ذلك بالممدوح:
غرائب لاقت في فنائك أنسها ... من المجد فهي الآن غير غرائب4
__________
1 شرح الحماسة للمرزوقي 2/ 727 وفيه "وإن قصرت" وهو الأخنس بن شهاب بن شريق ينتهي نسبه إلى تغلب، شاعر جاهلي قديم قبل الإسلام بدهر. وهو غير الأخنس بن شريق الثقفي الصحابي.
2 من قصيدته في مدح داود بن يزيد المهلبي "الديون 159" تعريد: عدم قطع، أي: لم يهم بإبعاد السيف عن الضريبة.
3 من قصيدته في هجاء البعيث "الديوان 542" والنص في الديوان:
فإني لها جيهم بكل غريبة ... شرود إذا الساري بليل ترنما
غرائب ألافا إذا حان وردها ... أخذن طريقا للقصائد معلما
4 من مدحة لأبي دلف بقصيدة مطلعها:
على مثلها من أربع وملاعب ... أذيلت مصونات الدموع السواكب
"الديوان 1/ 221".