كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 3)

غرائب ألاف إذا حان وردها ... أخذن طريقًا للقصائد معلمًا1
ولو لم يكن لجرير سوى هذه الأبيات لتقدم بها الشعراء, وسأذكر من هجائه الفرزدق ما ليس فيه شيء من تلك المعاني الأربعة التي أشار البحتري إليها فمن ذلك قوله:
وقد زعموا أن الفرزدق حية ... وما قتل الحيات من أحد قبلي
ألم تر أني لا تبل رميتي ... فمن أرم لا تخطئ مقاتله نبلي
رأيتك لا تحمي عقالا ولم ترد ... قتالا فما لاقيت شر من القتل2
وقوله:
أبلغ هديتي الفرزدق إنها ... عبء يزاد على حسير مثقل
إني انصببت من السماء عليكم ... حتى اختطفتك يا فرزدق من عل3
__________
1 كان بالأصل
بقافية أنفاذها يقطر الدما
و"جروخ بأفواه الرواة" و"هو صمصما". وبالديوان "قرأ. هندواني" الديوان 544 أنفاذها: أقطارها. ورود: كثيرة الورود يريد أن قصائده سريعة الذيوع. خروج بأفواه الرواة: ذائعة على ألسنتهم لا يستطيعون كتمانها. شبا هندواني: حد سيف. صمم: قطع وأصاب المفصل. معلم: معلوم معروف.
2 من هجائه للبعيث والفرزدق "الديوان 464" وترتيب الأبيات في الديوان أن الثالث هو الثاني، وبين الأول والثاني ثلاثة أبيات، وبين الثاني والثالث ستة أبيات، وبالأصل "لا أنبل رميتي" فأصلحناها من الديوان.
لا تبل رميتي: لا ينجو من رميي من أرميه ولا يشفى. العقال: القلوص الفتية والمراد المرأة.
3 من هجائه للفرزدق "الديوان 444، 448" والبيت الثاني هنا قبل الأول في الديوان. وفي الديوان "عبء يزاد" حسير: كليل مجهد.

الصفحة 276