كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 3)
قوله:
إذا سفرت يوما نساء مجاشع ... بدت سوأة مما تجن البراقع
مباشيم عن غب الخرير كأنما ... تصوت في أعفاجهن الضفادع
رأت مالك نبل الفرزدق قصرت ... عن العلو لا يأبى عن العلو بارع
أتعدل أحسابا كراما حماتها ... بأحسابكم إني إلى الله راجع
إذا قيل أي الناس شر قبيلة ... وأعظم عارًا قيل تلك مجاشع1
وقوله:
علق الأخيطل في حبالي بعد ما ... عثر الفرزدق لا لعا للعاثر
لقي الفرزدق ما لقيت وقبله ... طاح البعيث بغير عرض وافر
وإذا رجوا أن ينقضوا لي مرة ... مرست قواي عليهم ومرائري2
ولجرير مواضع كثيرة في هجاء الفرزدق غير هذه، ولولا خوف الإطالة
__________
1 من هجائه للفزردق والبعيث "الديوان 267" وترتيبها هنا يخالف ترتيبها في الديوان. والبيت الأول بالديون هكذا:
رأت مالك نبل الفرزدق قصرت ... عن المجد إذ لا يأتلي الغلو نازع
وكان بالأصل "رأت مللا مثل" و"غب الهرير".
نبل الفرزدق: شعره. لا يأتلي: لا يقصر. الغلو: رفع اليدين بالسهم إلى أقصى غاية مباشيم: متخمات. الخزير: حساء من دسم. الأعناج: الأمعاء. مجاشع: قوم الفرزدق.
2 من هجائه الأخطل "الديوان 307".
كان بالأصل "التعيس" بدلا من البعيث. ورواية الديوان
لقى الأخيطل ما لقيت
وأن ينقضوا من قوى
لا لعا له: لا انتعاش له من سقطته.
الصفحة 279
312