كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي (اسم الجزء: 3)

فمن ذلك قول أبي الطيب المتنبي:
لو كان ما تعطيهم من قبل أن ... تعطيهم لم يعرفوا التأميلا1
وقول ابن نباتة السعدي:
لم يبق جودك لي شيئا أؤمله ... تركتني أصحب الدنيا بلا أمل2
وعلى هذا النحو ورد قول أبي نواس في أرجوزة يصف فيها اللعب بالكرة والصولجان فقال من جملتها:
جن على جن وإن كانوا بشر ... كأنما خيطوا عليها بالإبر2
ثم جاء المتنبي فقال:
فكأنها نتجت قياما تحتهم ... وكأنهم ولدوا على صهواتها4
وبين القولين كما بين السماء والأرض، فإنه يقال: ليس للأرض إلى السماء نسبة محسوسة، وكذلك يقال ههنا أيضا، فإن بقدر ما في قول أبي نواس من النزول والضعف، فكذلك في قول أبي الطيب من العلو والقوة.
__________
إن يكن صبر ذي الرزية فضلا ... تكن الأفضل الأعز الأجلا
"الديوان 3/ 301" يريد أن المعزى لسيف الدولة يهتدى بألفاظه، ويخاطبه بما تعلمه من قوله، فقدره مرتفع عن التعزية.
1 من مدحة لسيف الدولة "الديوان 4/ 449".
2 الديوان 411 ويتيمة الدهر 2/ 388 من مدحة لسيف الدولة بن حمدان
3 ليست بالديوان. وهي أرجوزة مطلعها:
قد أشهد اللهو بفتيان غرر ... من ولد العباس سادت البشر
4 من قصيدته في مدح أبي أيوب أحمد بن عمران "الديوان 1/ 255" نتجت: ولدت. الصهوات: المراد مقاعد الفرسان على ظهور الخيل.
القصيدة مطلعها:
سرب محاسنه حرمت ذواتها ... داني الصفات بعيد موصوفاتها

الصفحة 292