كتاب مختصر أخلاق حملة القرآن

أَكْرَهُ أَنْ أَشْرَبَ مِنْ بَيْتِ مَنْ يَقْرَأُ عَلَيَّ الْقُرْآنَ الْمَاءَ» (¬1).
عَنْ عَبْدِالصَّمَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: «يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ ألَّا تَكُونَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، إِلَى الْخَلِيفَةِ فَمَنْ دُونَه، وَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ حَوَائِجُ الْخَلْقِ إِلَيْهِ» (¬2) ...
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ وَلا تَغْلُوا فِيهِ (¬3)، وَلا تَجْفُوا عَنْهُ (¬4)، وَلا تَأْكُلُوا بِهِ (¬5)، وَلا تَسْتَكْثِرُوا (¬6)» (¬7).
عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا
¬_________
(¬1) إسناده حسن. ولم أجده عند غير المصنف.
(¬2) سبق تخريجه.
(¬3) من الغُلوّ، وهو التجاوز عن الحَدِّ، أي: لا تجَاوزُوا حدَّه من حيث لفظه أو معناه؛ بأن تتأولوه بباطل، أو المراد: لا تبذلوا جُهْدَكم في قراءته, وتتركوا غيره من العبادات. فيض القدير للمناوي (2/ 64).
(¬4) أَي: تعاهدوه, وَلَا تبعدوا عَن تِلَاوَته, وَهُوَ من الْجفَاء, وَهُوَ الْبعد عَن الشَّيْء. عمدة القاري شرح صحيح البخاري (21/ 264).
(¬5) أي: لَا تجْعَلُوا لَهُ عِوِضًا من سُحْت الدُّنْيَا. المصدر السابق.
(¬6) أي: لا تجعلوه سببًا للإكثار من الدنيا. فيض القدير للمناوي (2/ 64).
(¬7) أخرجه أحمد (3/ 428, 444).
وصححه ابن حجر في الفتح (9/ 82) , والألباني في الصحيحة (260).

الصفحة 50