كتاب المعارضات الفكرية المعاصرة لأحاديث الصحيحين (اسم الجزء: 1)

بُغضَه، فأرادَ النَّبي صلى الله عليه وسلم أن يَذكُر اختصاصَه به، ومَحبَّته إيَّاه، ويُحثَّهم بذلك على مَحبَّتِه، ومُوالاتِه، وتركِ مُعاداتِه» (¬١).
وبهذا البيانِ لمعنى الحديث، تنتقضُ دعوى الإماميَّة على الشَّيخينِ تَكتُّمَهما عن ذكرِ هذا الحديثِ، زعمًا أنّ فيه أحقِّيةَ عليٍّ بالخلافةِ دون إخوانِه الثَّلاثةِ الأُوَل رضي الله عنهم.
ثانيًا: وأمَّا زعمُ الإماميَّة إغفالَ الشَّيخينِ لحديثِ الطَّائرِ المَشْوِيِّ:
يَعْنون به ما رُوِيَ عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّه أُهدِيَ للنَّبي صلى الله عليه وسلم فَرْخٌ مَشويٌّ، فقال: «اللُّهم ائتنِي بأحَبِّ خلقِك إليك، يَأكُلْ معي هذا الطَّير» فجاءَ عليٌّ رضي الله عنه، فأكَلَ معه (¬٢).
وهذا لا شكَّ مِن المَوضوعاتِ عند أهلِ النَّقد والمعرفةِ بحقائقِ النَّقل (¬٣)، قد أعَلَّه كثيرٌ مِن حُذَّاق العِلَل، مع عِلْمِهم بما يَبدو مِن كثرةِ طُرقِه، منهم: البخاريُّ نفسُه! (¬٤) والتِّرمذي (¬٥)، وأبو زرعة الرَّازي (¬٦)، والبَزَّار (¬٧)، والدَّارقطني (¬٨)، والعُقَيليُّ (¬٩)، وابن عَدِيٍّ (¬١٠)، والخليليُّ (¬١١)، وغيرهم كثيرٌ.
---------------
(¬١) «الاعتقاد» للبيهقي (ص/٣٥٤).
(¬٢) أخرجه الترمذي في (ك: مناقب عليٍّ، رقم: ٣٧٢١) وقال: «حديث غريب»، وأحمد في «فضائل الصحابة» (٢/ ٥٦٠، رقم:٩٤٥)، والنسائي في «الكبرى» (برقم:٨٣٤١)، والحاكم في «المستدرك» (برقم: ٤٦٥٠)، وغيرهم.
(¬٣) «منهاج السنة» (٤/ ٩٩).
(¬٤) «العلل الكبير» للترمذي (ص/٣٧٤).
(¬٥) «جامع الترمذي» (٥/ ٦٣٦).
(¬٦) «الضعفاء» لأبي زرعة الرازي، أجوبته على أسئلة البرذعي (٢/ ٦٩٢).
(¬٧) «مسند البزار» (١٤/ ٨٠).
(¬٨) «تذكرة الحفاظ» لابن طاهر المقدسي (ص/١٤٦).
(¬٩) «الضعفاء» للعقيلي (١/ ٤٦)
(¬١٠) «الكامل في الضعفاء» (٣/ ٣٤٥).
(¬١١) «الإرشاد» للخليلي (١/ ٤٢٠).

الصفحة 172