كتاب مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث
واختيار الموضوع يدل دلالة واضحة على عقل صاحبه، وعلمه، وخبرته بتراث قومه، فهو حصيلة جهد ومثابرة، واطلاع واسع، وخبرة باحتياجات الفن الذي يبحث فيه.
وهناك عوامل عدة تسهم في نجاح الموضوع, وتدل على مدى التوفيق في اختياره.
ومن ذلك:
أ- الصياغة الدقيقة لعنوان الموضوع أو ترجمته.
ب- حجم الدراسة فيه كمًّا وكيفًا.
جـ- طرافته وجدته.
د- صلته بالمطالب الحيوية للمجتمع الذي ينتظر أن تسهم المعرفة في رقيه عقليا وماديا.
هـ- صلته بميول الطالب ومعارفه.
و مراجع الموضوع ومدى توافرها، ولا نعني كثرتها؛ لأن الكثرة قد تكون مشكلة تدفع الطالب إلى نقول كثيرة تغيب معها شخصيته.
على أن الطالب الواعي يستطيع أن يعالج ذلك بمهارة, وحسن تصرف.
وقضية التعامل مع المراجع لها حديث آخر.
الخطة الأولية للموضوع:
عندما يوفق الباحث في اختيار بحثه عليه أن يرسم خطة أولية لمعالجة هذا الموضوع، والخطة الأولية تعني التصور العاجل والسريع للموضوع الذي ينقدح في ذهن الباحث أول الأمر، ويرفد هذه الخطة حصيلة المعارف والاطلاعات التي اكتسبها، والتي هي زاده على طريق بحثه، ولا يعقل أن يبدأ باحث معالجة موضوع معين وهو خالي الذهن تمامًا عن كل معرفة تتصل به.
الصفحة 19
240