كتاب مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث

ومن العلماء من لا يفرق بين التصحيف والتحريف, ويعدونهما مترادفين.
وهناك من يفرق بينهما، ومنهم العلامة ابن حجر في "شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر ص22" قال: "فإن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق، فإن كان ذلك بالنسبة للنقط فالمصحف، وإن كان بالنسبة إلى الشكل فالمحرف".
ويعني ابن حجر بالشكل هنا: هيئة الحرف لا حركاته.
وقد شاع التصحيف عند القدماء، وكثر في المصنفات، ووقع فيه كثير من أفاضل العلماء في اللغة والحديث, حتى قال الإمام أحمد: ومن يعرى من الخطأ والتصحيف1؟!!
هذا, وقد وقع التصحيف في الكلمات المعجمية، كما وقع في أسماء الأعلام, ولكثرته اهتم العلماء وصنفوا فيه كتبًا.
فمما ألف في تصحيفات الكلمات:
1- كتاب التنبيه على حدوث التصحيف لحمزة بن الحسن الأصفهاني 360هـ.
2- كتاب التصحيف للحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري 382هـ.
3- كتاب التصحيف والتحريف لعثمان بن سعيد اليلطي 600هـ.
4- كتاب التطريف في التصحيف للسيوطي، كما خصص النوع الثالث والأربعين من كتابه المزهر لذلك.
ومما ألف في تصحيفات الأعلام:
1- المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم للآمدي الحسن بن بشر 370هـ.
__________
1 المزهر جـ2 ص253.

الصفحة 225