كتاب مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث
وكذلك نرى وزارة الثقافة المصرية تسهم مشكورة في إحياء التراث، ثم تطالعنا بالفتوحات المكية لابن عربي، وفيه نظريته الملحدة في وحدة الوجود، فهذا أمر يتطلب وقفة من الغيرة على التراث.
لا بد أن نفكر أولا: ما التراث الذي ينبغي لنا إحياؤه؟
3- أدعياء التحقيق:
إن التحقيق العلمي عمل مجيد، وجهد مشكور متى التزم المحقق الدرب الصحيح، وراعى الأصول، والتزم بالقواعد، وبذل الجهد من أجل إخراج النص صحيحًا مستقيمًا، وثقت نقوله, وخرجت فيه الآيات والأحاديث، وضبط الغريب.
أما أن يخرج النص كثير التصحيفات والتحريفات، والأخطاء، تفسر الكلمة الواضحة وتترك الغامضة والغريبة، تضبط الكلمات البينة وتترك المشتبهة، فذلك لون من العبث لا يمكن أن نسميه تحقيقًا.
وبكل أسف نجد هؤلاء يكتبون أسماءهم بحروف بارزة على الغلاف "تحقيق فلان" والمؤلف القديم الذي بذل العرق والجهد، وأكد الفكرة يكتب اسمه بحروف صغيرة تحت العنوان!! إنه لون من العدوان على جهود الآخرين.
4- احتجاز المخطوطات النفيسة:
بعض ذي الكفاءة من أهل التحقيق يحتجزون مخطوطات نفيسة ذات قيمة, على أساس أنهم سيقومون بتحقيقها، ثم يدركهم الملال فلا تخرج ولا يتركون الفرصة لسواهم.
وأحيانًا تتصدى بعض مؤسسات التحقيق لإخراج مخطوط معين فتخرج منه جزءًا أو جزأين، ثم تقصر بها النفقة فتعجز عن إخراج بقية الأجزاء.
5- خروج بعض المطبوعات باسم التحقيق:
وهو مجرد نشر لا تتوافر فيه أصول التحقيق, مما يعد جناية على هذا العمل العلمي.
الصفحة 231
240