كتاب مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث

6- الرجوع إلى الشخصيات العلمية المبرزة في هذا المجال يستفيد من خبرتهم ويهتدي بإرشاداتهم التي هي حصيلة سنين في ميدان البحث والدرس.
وأما الأساس الثاني، فيدور حول أسلوب التعامل مع المراجع.
وذلك يتطلب ما يأتي:
أ- يجدر بالباحث أن يرتب مراجعه ترتيبًا زمنيًّا؛ ليقف على التطور التاريخي للعلم الذي يبحث فيه، لما يترتب على هذا من وقوف الباحث على أمور هامة في بحثه، كما يكشف له عن تأثير اختلاف البيئة الزمنية في بعض المعارف، ويتيح له فرصة المقارنة بين المتقدم والمتأخر.
ب- يبدأ التوثيق بالمراجع المتقدمة تاريخيًّا، ولا ينبغي أن يوثق نقلًا من مرجع متأخر, مع أن هذه المعلومة من مرجع متقدم.
ولا يعتمد على توثيق غيره, بل يأخذ من حيث أخذ.
جـ- عندما يمسك الباحث بالمرجع يكفيه أن يقرأ فهرس الموضوعات فيه إن كان مفهرسًا، ليقف على الموضوعات التي لها صلة ببحثه، فإذا كان غير مفهرس كان لا مفر له من قراءة المرجع قراءة سريعة حتى إذا وقع على مسألة لها صلة ببحثه قرأها بأناة، واستخرجها في البطاقة المعدة لذلك، ذاكرا الجزء والصفحة، واسم الكتاب والمؤلف، وسنة الطبع، والناشر، ومكان النشر, مثل الكتاب لسيبويه جـ1 ص220 تحقيق عبد السلام هارون, الهيئة العامة للكتاب, القاهرة سنة 1962م.
د- ما ينقله بنصه من المرجع يوضع بين علامتي تنصيص، ويذكر في أسفل الصفحة المعارف الستة المتصلة بالمرجع والتي أشرنا إليها، أما إذا نقل الباحث ملخصًا لفكرة وجدت في المصدر أو المرجع، لا يضع هذا الملخص بين علامتي تنصيص، وعليه أن يشير في أسفل الصفحة إلى المرجع قائلًا: انظر كتاب كذا, جزء كذا, صفحة كذا ... إلخ.

الصفحة 25