كتاب المجتنى
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن
اخبرنا الشيخ الامام الأوحد تاج الدين فخر الأئمة لسان العرب وحجة اهل الادب ابو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندى ادام الله ايامه وحرس انعامه بمدينة دمشق في العشر الاول من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمس مائة للهجرة النبوية على صاحبها افضل السلام.
قال اخبرنا الشيخ الامام العالم الزاهد الثقة ابو محمد عبدالله بن على المقرى النحوى قال اخبرنا ابو منصور محمد بن محمد بن احمد بن الحسين بن عبدالعزيز قال اخبرنا ابو الطيب محمد بن احمد بن خلف بن خاقان قال اخبرنا محمد بن الحسن (¬1) بن دريد الازدي سنة احدى وعشرين وثلاث مائة وحدثنا (¬2) القاضي ابو محمد عبدالله بن على بن ايوب (¬3) قال اخبرنا ابو بكر محمد بن الحسن بن دريد - واللفظ للقاضي.
قال نحرس نعم الله عندنا بالحمد عليها ونمترى المزيد منها بالشكر عليها ونرغب إلى الله في التوفيق لما يدنى من رضاه ويجير من سخطه انه سميع الدعاء.
هذا كتاب يشتمل على فنون شتى من الاخبار الموثقة والالفاظ المسترشقة والاشعار الرائقة والمعاني الفخمة والحكم المتناهية والاحاديث المنتخبة سميناه كتاب المجتنى لاجتنائنا في ظرائف الآثار كما تجتنى اطائب الثمار. وجرينا فيه إلى الاختصار إذ كان الاكثار مقرونا بالسآمة؛
¬__________
(¬1) تنبيه: هذا الجزء "المجتنى" لأبي بكر محمّد بن الحسن ابن دريد، من الأجزاء النفيسة الذي اشتمل على نصوص عالية عزيزة، كانت موردًا عزيزًا لكثير من العلماء؛ منهم الحافظ ابن عساكر الذي خرّج منه في "تاريخ دمشق" نصوصا كثيرة عزيزة على صِغَر حجمه؛ ممّا يدلّك على أهميته وعلوّ قدره ورفيع منزلته؛ غير أنه قد وقع فيه - كما يقع في غيره مِن المدوّنات الأدبيّة - بعض النصوص التي يلحظ فيها القارئ الكريم نَيلا من بعض الصحابة وغيرهم من أئمّة الهدى، سواء كان هذا النَّيل صريحًا أو إشارة؛ لذا ينبغي التأكيد على أنّ الأخبار المتلقّاة في أبواب الاعتقاد ونحوها من الأبواب الكبار، لا تؤخَذ مِن أيّ أحد كان، وإنّما تؤخَذ من الأئمّة الموثوقين المشهود لهم بالعدالة والاستقامة والحفظ والضبط؛ أمّا ابن دريد، فقد "تكلموا فيه"، كما قال الدارقطني (سؤالات السهمي60) وقال الأزهري: "سألت إبراهيم بن محمّد بن عرفة الملقَّب بنِفْطَوَيْه عنه: فاستخفَّ به، ولم يوثّقه في روايته" (تهذيب اللغة 1: 27، وعنه في لسان الميزان 7: 80). وقال مسلمة بن قاسم: "كان كثير الرواية للأخبار، وأيّام الناس والأنساب، غير أنّه لم يكن ثقة عند جميعهم". (لسان الميزان 7: 81). ش (= وهو رمز "المكتبة الشاملة" فيما يُستقبَل من تعليقات منسوبة إليها؛ لتتميّز عن تعليقات تحقيق الجزء).
(¬2) القائل هو أبو منصور - وهو: العكبري -.
(¬3) هنا سقط؛ فإنّ أبا محمد القاضي عبد الله بن عليّ بن أيوب-وهو العكبري-، وُلد سنة 320، يعني قبل وفاة ابن دريد 321 بسنة واحدة، وعبد الله بن عليّ بن أيوب، يروي عن ابن دريد بواسطة أبي بكر أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز، كما في مواضع من تاريخ دمشق لابن عساكر، وبغية الطلب لابن العديم. والله أعلم. ش
الصفحة 1
74