كتاب المجتنى
حث به على المكارم والتعاون وترك التكبر على الأصحاب في الأسفار فجعل الخادم سيدا اذا كان يخدم أصحابه تكرما لا لمنالة ولا جعالة فأوجب له بذلك السودد على اصحابه.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "فضل العلم خير من فضل العبادة" يريد صلى الله عليه وآله وسلم أن العالم وإن كان منه تقصير في عبادته افضل من جاهل مجتهد، لأن العالم يعرف ما يأتى وما يتجنب، والعابد الجاهل المتهور ربما أتى الشىء وهو يظن أنه مصيب وهو مخطىء.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "الخيل في نواصيها الخير" هذا نحو قوله عليه السلام "خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة".
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "خير المال فرس في بطنها فرس" وهذا الكلام يحث به إلى إرتباط الخيل في سبيل الله، يريد أن من ارتبطها كان له ثواب ذلك وهو خير آجل وما يصيبه على ظهرها من الغنائم وفى بطونها من التاج فهو خير عاجل، وخص النواصى من بين اعضاء الجسد لأن الهرب تقول: فلان ميمون الناصية، اى مبارك الناصية، وهو مثل قوله "بطونها كنز وظهورها حرز" اى يتحرز بها من الأعداء ويتحصن بها منهم.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "عدة المؤمن كأخذ باليد" يحث على الوفاء بالمواعيد والصدق فيها، يريد أن المؤمن اذا وعد فالثقة بموعده كالثقة بالشىء إذا كان في اليد.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "أعجل الأشياء عقوبة البغى" وهذا نحو قوله "دعوة المظلوم لا تحجب" والمبغى عليه مظلوم والبغى اسرع الذنوب عقوبة.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "إن من الشعر لحكما وإن من البيان لسحرا" هذا كلام قاله صلى الله عليه وآله وسلم لوفد تميم لما سأل عمرو
الصفحة 10
74