كتاب المجتنى
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "استعينوا على الحاجات بالكتمان فان كل ذى نعمة محسود" هذا مما ادب به صلى الله عليه وآله وسلم أمته، لأن الرجل ربما طلب الحاجة الى الرجل فيكون له عدو أو حاسد فيسعى عليه فيفسد عليه مطلب حاجته.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "المكر والخديعة في النار" يريد أن المكر والخداع لا يكونان في تقى ولا خائف لله، لأنه اذا مكر غدر وإذا خدع وبق (¬1) فهاتان خلتان لا تكونان فى تقى فكل خلة جانبت التقى فهى فى النار.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "من غشنا فليس منا" ينهى صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الكلام عن الخيانة ويحض على البر، وذلك أن الغش فعل من افعال اليهود يقول: من غش اهل الإسلام فقد تشبه بأعدائهم فكأنه ليس منهم.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "المستشار مؤتمن" يريد قوله صلى الله عليه وآله وسلم من افضى اليك بسره وأمنك على ذات نفسه فقد جعلك بموضع ثقته كالرجل الذى لا يأمن على ماله فلا يودعه الا الثقة في نفسه فالسر الذى ربما كان في اذاعته تلف النفس اولى بأن لا يجعل الا عند الموثوق به.
قوله قوله صلى الله عليه وآله وسلم "الندم توبة" هذا الكلام فيه شريطة، لأنه ليس الندم مع الاصرار توبة، انما يكون الندم (¬2) توبة اذا كان مع الاقلاع والاخلاص وهذا وجهه ان شاء الله.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم "الدال على الخير كفاعله" يقول من دلك على الخير فعلته بارشاده لك فكأنه قد فعله بك، وهذا تحضيض على التعاون على البر والحث عليه.
وقوله قوله صلى الله عليه وآله وسلم "حبك الشيء يعمى ويصم" يريد
¬__________
(¬1) وبق الإنسان إذا هلك. جمهرة اللغة 1: 375. ش
(¬2) من هاهنا نسخة المتحف البريطانى كاملة الى آخر الكتاب.
الصفحة 12
74