كتاب المجتنى
الرديئة معلقة به، وقال: الآباء هم سبب الحياة والعلماء هم سبب صلاح الحياة.
وقال: ونظر الى رجلين لا يكادان يفترقان فقال: اى قرابة بين هذين؟ فقيل له: ليس بينهما قرابة ولكنهما متصادقان، قال: فلم صار احدهما فقيرا والآخر غنيا؟ يريد لو كانا صديقين لتواسيا.
وقال لمتعلم يتهاون بعلمه: ايها الحدث! انك ان لم تصبر على طلب التعلم صبرت على شقاء الجهل.
ونظر الى فتى يستخف بوالده فقال: يا هذا ألا تستحيى ان تحقر ما به اعجبتك نفسك.
قال - وأراد ان يعظ الناس ويوبخهم على تهاونهم بالعلن فصعد موضعا عاليا وصاح: يا معشر الناس! فلما اجتمعوا قال: لم انادكم انما ناديت الناس؛ وقيل لزسيموس: ان فلانا يسىء فيك، قال: يحمله على ذلك جهله بالقول الحسن.
وسأل زسيموس رجلا أن يقرضه مالا فأخلفه، فلامه بعض الناس على ذلك، فقال: جبهك بالرد، فقال: انه لم يزد على ان احمر وجهى بالخجل ولو اقرضنى لصفر وجهى مرات كثيرة.
وقال اورينيدس: ان الحياة بغير الموسيقى الخمسة (¬1) لوحشة، وقال للذين يستميلون النساء بالحلى والكسوة الحسنة: يا هؤلاء انكم انما تعلمونهن محبة الأغنياء لا محبة الأزواج؛ وقال لبولس: اى الحيوان لا يشبع؟ فقال: التاجر الذى يربح.
هبوقريطس نظر الى معلم ردىء الكتابة فقال له: لم لا تعلم الصراع؟ فقال: لا أحسنه، قال: هو ذا انت تعلم الكتابة ولا تحسنها.
اوفقراطيس وجد حارسين نائمين في وقت الحرس فقتلهما وقال: تركتهما على ما وجدتهما عليه.
¬__________
(¬1) كذا.
الصفحة 54
74