كتاب المجتنى

واستشاره رجل في التزويج، فقال: ان اصحاب التزويج يشبهون بالسمك الذي يصاد بالقفاف فالذى يكون خارجا يريد الدخول فيها والذى قد دخل فيها يروم الخروج منها فانظر لا يصيبك مثل هذا.
قال سقراط: ينبغى للعاقل ان يخاطب الجاهل مخاطبة المتطبب للمريض؛ قال سقراط: اللذة خناق من عسل.
وقيل لسطراطوثيغوس: ان فلانا شتمك بالغيب، قال: لو ضربنى بالسياط وأنا غائب لم أبال، ورأى رجلا يذهب به الى الحبس في جناية، فقال: يا هذا! ما يساوى سرورك بما ارتكبت من اللذة هذه الفضيحة.
ورأى طبيبا جاهلا فقال: هذا يستحث - يعنى يعجل بمن يعالج الى الموت، وكان يطبخ قدرا فنفد الحطب فقال لأراقلس وهو بالقرب منه: يا اراقلس! زعمت انك جاهدت اثنى عشر جهادا فاجعل هذا الثالث عشر وأخذه فجعله تحت القدر، وذاك ان اراقلس كان ملكا مذكورا من ملوك اليونانيين وكانت له اثنتا عشرة وقعة مشهورة وكانوا اتخذوا صنما على تمثاله فكانوا يعظمونه فذلك قوله اثنى عشر جهادا.
ودعاه رجل الى العشاء فلم يكن العشاء على ما ينبغى، فقال: يا هذا! إنك لم تدعنى الى العشاء ولكنك منعتنى منه؛ قيل له: متى تمسك عن مديح ياروس؟ قال: اذا امسك ياروس عن احسانه.
وقيل له: ما تفسير شعر سنجولس؟ فقال: إن حفر بئر بقرب قناة يجرى فيها الماء ليس بأمر صعب.
سخطورس المغنى قيل له: ان اميروس يكذب في شعره، فقال: انما يطلب من الشعراء الكلام الحسن اللذيذ فأما الصدق فانما يطلب من الأنبياء.
باريذوس الخطيب قيل له: لم تحب الولد؟ فقال: لشدة محبتى له؛ وقيل لجاوس: توفى مايندرس (¬1)، فقال: الويح له! فقد ضاع مسن عقلى.
¬__________
(¬1) أظنه: مناتدرس.

الصفحة 56