كتاب المجتنى
أنشدنا ابو عثمان عن التوزى عن ابى عبيدة
لشقران السلامى في قتل الوليد:
ان الذي ربضها أمره * سرا امره بين للناخع (¬1)
لكالتي يحسبها أهلها * عذراء بكرا وهي في تاسع
فاركب من الأمر قراديده * بالحزم والقوة او صانع
حتى ترى الأجدع مذلوليا * يلتمس الفضل إلى الجادع
كنا نداريها فقد مزقت * واتسع الخرق على الراقع
كالثوب اذ أنهج فيه البلى * اعيا على ذى الحيلة الصانع
قراديد الأمر: شدته وصعوبته، المذلولى: الذى قد ذل وانقاد وخضع. قال: كان قد اشار على الوليد ان يقتل الذين شغبوا عليه حتى يطلب المجدوع (¬2) الفضل الى من جدعه (¬3) ويرضى بالتخلص.
انشدنا ابو عثمان عن التوزى
للنابغة الذبيانى ولم يعرفها الأصمعى:
ودّع أمامة إن اردت رواحا * وطويت كشحا دونهم وجناحا
بوداع لا ملق ولا متكاره * لا بل تعل تحية وصفاحا
فاهجرهم هجر الصديق صديقه * حتى تلاقيهم عليك شحاحا
لا خير في عزم بغير روية * والشك وهن ان اردت سراحا
فاستبق ودك للصديق ولا تكن * قتبا يعض بغارب ملحاحا
ضغنا تدخل تحته احلاسه * شد البطان فما يريد براحا
والرفق يمن والاناة سعادة * فاستأن في رفق تلاق نجاحا
واليأس عما فات يعقب راحة * ولرب مطعمة تعود ذباحا
¬__________
(¬1) نسخة اكسفورد: للساخع.
(¬2) المخدوع.
(¬3) خدعه.
الصفحة 60
74