كتاب المجتنى
وفي التنزيل "هماز مشاء بنميم".
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم "اليد العليا خير من اليد السفلى" وهذا حث على الصدقة لأن العليا يد المتصدق والسفلى يد السائل والمعطى مفضلى على المعطى فالمفضل خير من المفضل عليه، ولم يرد عليه السلام ان المفضل خير في الدين انما المراد خير في الافضال.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم "ان البلاء موكل بالمنطق (¬1) " هذا كلام روى لأبي بكر الصديق رضي الله عنه في حديث طويل، والبلاء: الاختبار ما كان من خير وشر.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم "ترك الشر صدقة" يريد أن من ترك الشر وأذى الناس فكأنه قد تصدق عليه، اى فضل ترك الشر كفضل الصدقة.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم "الناس كأسنان المشط" يريد أنهم مستوون وإنما التفاضل في العمل الصالح والفعل الجميل، وهذا كقوله: كلكم لآدم وآدم من التراب.
ومنه "الغنى غنى النفس" وهذا مما أدب به صلى الله عليه وآله وسلم أمته يريد أن من كان غنى النفس ولم يلحف في الطلب اى كأنه غنى واحد.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم "اى داء أدوى من البخل"، قاله صلى الله عليه وآله وسلم في كلامه للأنصار: "من سيدكم يا بنى سلمة" - بكسر اللام، وهي الواحدة من السلام - قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "وأى داء أدوى من البخل" بل سيدكم الأبيض الجعد بشر بن البراء بن معرور، وبشر الذى أكل مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم من الشاة المسمومة بخيبر فمات، ومعنى هذا الكلام انه جعل البخل
¬__________
(¬1) هذا ممحو في الأصل الا لفظ البلاء وحرف القاف في آخره.
الصفحة 8
74