قال: لما قَتل عليُّ أهل النهروان قال: التمسوه، فوجدوه في حفرة تحت القتلى فاستخرجوه، وأقبل عليّ على أصحابه فقال: لولا أن تبطَروا لأخبرتكم ما وعد الله من يقتل هؤلاء على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -، قلت: أنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إي ورب الكعبة.
984 - حدثنا أبو معاوية حدثنا حجاج عن أبي إسحق عن الحرث عن عليِّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق، وفي الرِّقة ربع عُشْرها".
985 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مُرَّة عن أبي
__________
(984) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور. وقد مضى بأسانيد صحاح، منها 913.
(985) إسناده منقطع، لأن أبا البختري لم يدرك علياً، كما بينا في 636. ولكن جاء بعده إسنادان موصولان صححاه: "عن أبي البختري عن أبي عبد الرحمن السلمي عن على"، وسيأتي موصولا أيضاً 1039، 1081، 1082. "حدثتم" بالبناء لما لم يسم فاعله، وفى ك "حدثتكم" نسخة واحدة في هذا الحديث، وفى الحديثين الآخرين كتب بهامشها نسخة "حدثتم". "أهيا" ثبت بالياء المثناة التحتية واضحة في ك، وهى عمدة في الضبط والإتقان، وكذا في ح، وفى هـ وابن ماجة "أهنا" بالنون: قال السندي شارحه: "أي الذي هو أوفق به من غيره وأهدى وأليق بكمال هداه، وأتقاه، أي وأنسب بكمال تقواه، وهو أن قوله صواب ونصح واجب العمل به، لكونه جاء به من عند الله تعالى وبلغه الناس بلا زيادة ولا نقصان. وأهنا: في الأصل بالهمزة، اسم تفضيل من هنأ الطعام بالهمزة: إذا ساغ أو جاء بلا تعب ولم يعقبه بلاء، لكن قلبت همزته ألفَاً للازدواج والمشاكلة. وأتقى: اسم تفضيل من الاتقاء، على الشذوذ، لأن القياس بناء اسم التفضيل من الثلاثي المجرد". وهذا الذي قاله جيد، إلا أن الشأن في تسهيل الهمزات غير ما قال، فالتسهيل أكثر مما يظن وأشيع في لسانهم، وخاصة لسان قريش، ولعل أكثر القراءات وأفصحها بتسهيل الهمزات. وتوجيه "أهيا" بالياء، كما ثبت في ك ح أنه من الهيئة، وهى الشارة. يقال رجل هّيئ أي حسن الهيئة، وفعله ثلاثي مجرد. والخلاف بين =