كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 2)

1853 - حدثنا هُشيم أنبأنا أَبو بشْر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُتَوار بمكة {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فَلما سمع ذلك المشركون سَّبواِ القرآن وسبَّوا مَن أَنزله ومن جاء به، قال: فقال الله عز وجل لنبيه {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أى بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}.
1854 - حدثنا هُشَيم أَنبأنا داود بن أَبى هند عن أبي العالية عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بوادي الأزرق، فقال: "أَيُّ واد هذا؟ " قالوا: هذا وادي الأزرق، فقال: "كأني أَنظر إلى موسى عليه السلام/ وهوِ هابط من الثنية وله جُؤَارٌ إلى الله عز وجل بالتلبية"، حتى أَتى على ثَنيَّة هَرْشاء، فقال: "أي ثَنيَّة هذه؟ " قالوا: ثنية هرشاء. قال: "كأني انظر إلىَ يونس بن متَّى على ناقةٍ حمراء جَعْدة، عليه جُبَّةٌ من صوف، خطام ناقته خُلْبَة"، قال هشيم: يعني لَيف، "وهو يلبَّي".
__________
(1853) إسناده صحيح، وقد سبق بهذا الإسناد 155 في أثناء مسند عمر.
(1854) إسناده صحيح، وفى ح "أبو داود بن أبي هند"، وهو خطأ، صحناه من ك. والحديث رواه مسلم 1: 60 - 61 عن أحمد بن حنبل وسريج بن يونس عن هشيم، ثم رواه بإسناد آخر أيضاً. ورواه ابن ماجة 2: 109 من طريق داود بن أبي هند. الجؤار، بضم الجيم وفتح الهمزة. رفع الصوت والاستغاثة. هرشاء: كذا هو بالمد في الأصلين، والذي في صحيح مسلم والنهاية ومعجم البلدان "هرشى" بالقصر، وهي ثنية بين مكة والمدينة، وقيل جبل قرب الجحفة. ناقة جعدة: مجتمعة الخلق مكتنزة اللحم شديدة. الخطام، بكسر الخاء: الحبل الذي يقاد به البعير يجعل على خطمه. الخلبة، بضم الخاء وفتح الباء وبينهما لام ساكنة أو مضمومة: هي الليف، كما فسرها هشيم. وانظر
2067 و 2501 و 2502.

الصفحة 428