أبي حَرْمَلة عن ابن عباس قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علىِ ميمونة بنت الحرث، فقالت: ألا نطعمكم من هدية أهدتها لنا أم حُفيد؟ قال: فجيءَ بضبَّين مشويَّيْن، فتَبَزَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له خالد: كأنك تقْذَرُه؟ قال: "أَجَل"، قالت: ألا أُسْقيكم من لبن أَهدته لنا؟ فقال: "بلى"، قال: فجيء بإناء من لبن، فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا عن يمينه
__________
= هذا، وكلاهما اختصره قليلاً. قال الترمذي: "هذا حديث حسن، وقد روى بعضهم هنا الحديث عن علي بن زيد فقال: عن عمر بن حرملة، وقال بعضهم: عمرو بن حرملة، ولا يصح". ومضى باسم "عمروبن حرملة" 1904. أم حفيد، بضم الحاء وفتح الفاء وآخره دال: هي أخت ميمونة بنت الحرث، واسمها "هزيلة" بالتصغير، فهى خالة ابن عباس وخالد بن الوليد، وكانا نكحت في الأعراب. وأصل القصة في الموطأ والصحيحين، كما في الإصابة 8: 202، وفى ح "أم غفيق" وهو خطأ صححناه من ك. وقال في الإصابة: "وقع في مسند ابن أبي عمر المدني من هذا الوجه بلفظ "أم عتيق" بعين مهملة بدل الحاء المهملة وقاف في آخره بدل الدال، والمعروف أم حفيد".
ولعل ما في ح ثابت في بعض النسخ "عفيق" بالعين المهملة والفاء، لأني أرى أن كتابته في الإصابة "عتيق" بالتاء تصحيف، فإن الحافظ ضبط كل حرف بدل الآخر. فلوكان "عتيق" بالتاء بدل الفاء لنص عليه أيضاً. والصواب ما أثبتنا، وهو الموافق لما في الصحيحين. تبزق، بالزاي: من البزق، وهذا المشتق لم يُنص عليه في المعاجم، وفي ح بالراء، وهو تصحيف، صححناه من ك وأبي داود. تقذره: أي تكرهه وتراه قذراً فتجتنبه، وهو من باب "سمع". الشربة: بفتح الشين وسكون الراء: ما يشرب مرة، والمرة الواحدة من الشرب. والحديث رواه أبو داود 3: 415 من طريق مالك فجعل القصة عن ابن
عباس عن خالد وهو على غيرظاهره يريد عن قصة خالد، لأن ابن عباس شهد القصة بنفسه فهو لا يرويها عن خالد. وانظر 2299 و 2354 و2569 و 2684 و 2962 و 3009 وانظر أيضاً المنتقى 4581.