كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 2)

2000 - حدثنا يحيى عن عُبيد بن الأخْنَس قال حدثنا الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهَك عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما اقتبس رجلٌ علماً من النجوم إلا اقتبس بها شُعبَةً من السِّحْر، مازادَ زادَ".
__________
(2000) إسناده صحيح، عبيد الله بن الاُخنس الكوفي الخزاز. بمعجمات: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي. والوليد بن عبد الله بن أبي مغيث: حجازي، وثقه ابن معين وابن حبان، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 146. والحديث في الترغيب والترهيب 4: 53 وقال: "رواه أبو داود وابن ماجة وغيرهما" قال الخطابي في المعالم 4: 229 - 230: "علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التى لم تقع وستقع في مستقبل الزمان، كإخبارهم بأوقات هبوب الرياح، ومجيء المطر، وظهور الحر والبرد، وتغير الأسعار، وما كان في معانيها من الأمور. يزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها. وباجتماعها واقترانها، ويدعون لها تأثيراً في
السفليات، أوأنها تتصرف على أحكامها، وتجرى على قضايا موجباتها! وهذا منهم تحكم على الغيب، وتعاط لعلم استأثر الله سبحانه وتعالى به، لا يعلم الغيب أحد سواه. فأما علم النجوم الذي يدرك من طريق المشاهدة والحس، الذي يعرف به الزوال، ويعرف به جهة القبلة، فإنه غير داخل فيما نهى عنه. وذاك أن معرفة رصد الظل ليس شيئاً بأكثر من أن الظل ما دام متناقصَاً فالشمس بعد صاعدة نحو وسط السماء من الأفق الشرقي. وإذا أخذ في الزيادة فالشمس هابطة من وسط السماء نحو الأفق الغربي، وهذا علم يصح دركه من جهة المشاهدة، إلا أن هذه الصناعة قد دبروه بما اتخذوا له الآلة التى يستغني الناظر فيها عن مراعاة مدته ومراصدته. وأما ما يستدل به من جهة النجوم على جهة القبلة، فإنما هي كواكب أرصدها أهل الخبرة بها من الأيمة الذين لا نشك في عنايتهم بأمر الدين ومعرفتهم بها وصدقهم فيما أخبروا به عنها، مثل أن يشاهدوها بحضرة الكعبة ويشاهدوها في حال الغيبة عنها، فكان إدراكهم الدلالة عنها بالمعانية، وإدراكنا لذلك بقبولنا لخبرهم، إذ كانوا غير متهمين في دينهم، ولا مقصرين في معرفتهم". وسيأتي 2841.

الصفحة 480