كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 2)

إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يأمر بضربه إذْ أنزل الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحيَ، وكان إذا نَزَل عليه الوحي عرفوا ذلك في تَرِبُّد جلده، يعني فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي، فنزلتْ {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ} الآية، فسُرِّي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أَبْشرْ يا هلال، فقد جعلَ الَلّه لك فَرَجاً ومخرجًا"، فقال هلال: قد كنت أرجَو ذاك من ربي عز وجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرسلوا إليها"، فأرسَلوا إليها، فجاءت، فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهما، وذكّرهماَ، وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشدُّ من عذاب الدنيا، فقال هلال: والله يا رسول الله لقد صدقتُ عليها، فقالت: كَذَب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاعنُوا بينهما"، فقيل لهلالٍ: اشْهَدْ، فشَهِد أربع شهاداتٍ بالله إنه لمن الصادقيَن، فلما كان في الخامسة قيل: يا هلال اتق الله، فإن عذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة، وإن هذه المُوجبَةُ، التى توجب عليك العذابَ، فقال: والله لا يعذبني الله عليها كما لمَ يَجلدْني عليها، فشهد في الخامسة أنَّ لعنةَ/ الله عليه إنْ كان من الكاذبين، ثم قَيل لها: اشْهدي أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، فلما كانت الخامسةُ قيل لها: اتقي الله، فإن عذاب الدَّنيا أهونُ من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبةُ، التى توجبُ عليك العذابَ، فتلكّأَتْ ساعةً، ثم قالت: والله لا أَفْضَحُ قومي، فشهدتْ في الخاَمسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصِادقين، ففرَّق رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما، وقضَى أنه لا يُدْعَى ولدُها لأبٍ، وِلا تُرْمى هي به، ولا يُرْمَى ولدُها، ومن رماها أو رمَى ولدَها فعليه الحدَّ، وقضَى أن لا بيت لها عليه ولا قوت، من أجلِ أنهما يتفرقان من غير طلاق ولا متوفَّى عنها، وقال: إنْ جاءَت به أُصَيْهب أُرَيْسِحَ حَمْشَ الساقين فهو لهلالٍ، وإنْ جاءت به أَوْرَقَ جَعْداً جُمَاليًا خَدلَّج الساقين سابغَ الإليتين فهو للذي رُميَتْ به، فجاءتْ به أورقَ جعداً جُماليّاً خدلج الساقين سابغَ الإليتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لولا "الأيْمان، لكان لي ولها شان"، قال عكرمة: فكان بعد

الصفحة 535