كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 2)

ذلك أميراً على مصرٍ، وكان يدْعَى لأمه، وما يدْعَى لأبيه.

2132 - حدثنا يزيد أخبرنا هشام الدّستَوَائي عن يحيى بن أبي كثير
__________
(2132) إسناده صحيح، أبو سلام: هو ممطور الأسود الحبشي، وهو تابعي ثقة، وترجمه البخاري
في الكبير 4/ 2 / 57 - 58.الحكم بن ميناء: تابعي ثقة، ذكر الحافظ أن له في الكتب الستة حديثاً واحداً، هو هذا، عند مسلم والنسائي وابن ماجة، وأنه مختلف في إسناده، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 340 - 341. والحديث رواه النسائي 1: 202 من طريق يحيى بن أبي كثير "عن زيد عن أبي سلام عن الحكم بن ميناء" فهذا وجه من الخلاف في إسناده، فقد ذكروا في ترجمة يحيى بن أبي كثير أنه لم يسمع من أبي سلام، وفي التهذيب 11: 269: "قال حسين المعلم: قال لي يحيى بن أبي كثير: كل شيء عن أبي سلام إنما هو كتاب". ولكن هذا عندي محل نظر، فإن يحيى قديم، رأى أنساً وروى عن كبار التابعين، وهو ثقة، والذي روى عنه الحديث هنا هو هشام الدستوائي، وهو أثبت الناس في يحيى بن أبي كثير، قال أبو حاتم: "سألت أحمد بن حنبل عن الأوزاعي والدستوائي، أيهما أثبت في يحيى بن كثير؟ قال: الدستوائي، لا تسأل عنه أحداً، ما أرى الناس يروون عن أحد أثبت منه، أما مثله فعسى، وأما أثبت منه فلا"، وقال أبو حاتم: "سألت ابن المديني: من أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير؟ فقال: هشام، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الأوزاعي، وسمى غيره قال: فإذا سمعت عن هشام عن يحيى فلا تُرِد به بدلا"، وأما الذي روى عنه النسائي عن يحيى فزاد في الإسناد ما زاد، فهو أبان بن يزيد العطار، وهو ثقة، ولكن أنى يكون مثل هشام! والحديث رواه أيضاً مسلم 1: 236 من طريق معاوية بن سلام عن أخيه زيد عن جده أبي سلام عن الحكم بن ميناء: "أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه" إلخ، فهو الوجه الآخر في إلاختلاف، وليس باختلاف على الحقيقة، فقد سمع الحكم الحديث من الثلاثة: ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة، فرواه على الوجهين وأما نسبته لابن ماجة، كما أشار إليه
الحافظ في التهذيب، فإني لم أجده في سنن ابن ماجة. "عن ودعهم" بفتح الواو وسكون الدال: في النهاية:" أي عن تركهم اياها والتخلف عنها، يقال "ودع الشيء يدعه ودعاً" إذا تركه، والنحاة يقولون: إن العرب أماتوا ماضى يدع ومصدره واستغنوا عنه بترك، والنبى - صلى الله عليه وسلم - أفصح. وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله، فهو شاذ في الاستعمال، =

الصفحة 536