كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 2)
كلمة الأستاذ الشيخ محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة
نشرت في مجلة "الكتاب" عدد أبريل سنة 1947
أحَبَّ صديقي الشيخ أحمد محمد شاكر السُّنة النبوية المطهرة منذ شبابه الأول، وشغف بفقهها، والتعمق في علومها، والتنقيب عن روائعها، ونفائس كتبها. وما زال يتعهد هذا الحب وينميه ويسقيه بما يتيح الله له من التوفيق، وجمع كتب الحديث وعلومه، المخطوط منها والمطبوع في كل بلدان العالم، مما جعل مكتبته لا نظير لها مطلقاً عند عالم ممن أعرف، على كثرة من أعرف في البلدان الإسلامية. وقد وهبه الله صبراً دائباً على الدرس، وحافظة قوية لا يند عنها شيء، وذوقاً رفيعاً في استكناه الآثار واعتبارها بالعقل والنقل، وإجالة النظر وإعمال الفكر، دون تقليد لأحد، أو تقبل لرأي من سبق. وقد ساهم الأستاذ في إحياء كتب السنة مساهمة مشكورة، فنشر كثيراً من كتبها نشراً علميا ممتازاً، وهو اليوم يتوج أعماله بنشر كتاب "المسند" للإمام العظيم أحمد بن حنبل. والمسند مع نفاسته لا يكاد يستفيد منه إلا من حفظه على طريقة الأقدمين، وهيهات! ولعله أوضح مثال لقول الخطيب البغدادي: "فإني رأيت الكتاب الكثيرِ الفائدة المحكم الإجادة، ربما أريدَ منه الشيء فيعمد من يريد إلى إخراجه، فيَغْمُض عنه موضعُه، ويذهب بطلبه زمانُه، فيتركه وبه حاجة إليه وافتقار إلى وجوده". ولقد كانت صعوبة المسند هذه مصدر شكوى من كبار المحدثين وأعلامهم، وهذا ما جعل الحافظ الذهبي يقول: "فلعل الله تبارك وتعالى أن يقيض لهذا الديوان السامي من يخدمه ويبوب عليه ويتكلم على رجاله، ويرتب هيئته ووضعه، فإنه محتو
الصفحة 556
560