كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 3)

ابن عباس أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "لا عَدْوى، ولا طيَرَةَ، ولا صَفَرَ، ولا هَام"، فذكرَ سماك أن الصَّفَر دابةٌ تكون في بطن الإنسَان، فقال رجل: يا رسول الله، تكَون في الإبل الجَرِبةُ في المائة فتُجربُها؟، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فمن أَعْدَى الأوَّل؟! ".

2426 - حدثنا عبد الرحمن وأبو سعيد قالا حدثنا زائدة حدثنا
__________
= عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا عدوى، فقال أعرابي: يا رسول الله، فإنا نأخذ الشاة الجربة فنطرحها في الغنم فتجرب؟، فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: يا أعرابي، من أجرب الأولى؟!. رواه الطبراني بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح". والحديث صحيح ثابت
عند الشيخين وغيرهما من حديث أبي هريرة، وعند أحمد ومسلم من حديث السائب بن يزيد ومن حديث جابر. وقد مضى معناه صحيحًا من حديث سعد 1502، 1554 وسيأتي أيضاً من حديث ابن عباس 3032 وابن مسعود 4198 وجابر 14162، 14400، 15164. الصفر: فسره سماك، ونحوه في النهاية، قال: "كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها الصفر، تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي، فأبطل الإسلام ذلك. وقيل: أراد به النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير المحرم إلى صفر، ويجعلون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله". الهام: جمع هامة، وهي الرأس واسم طائر، قال ابن الأثير: "وهو المراد في الحديث. وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هي البومة، قيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرَك بثأره تصير هامة، فتقول: اسقوني، فإذا أدرِك بثأره طارت. وقيل: كانوا يزعمون أن عظام الميت، وقيل روحه، تصير هامة فتطير، ويسمون الصدى، فنفاه الإسلام ونهاهم عنه". "الجربة" هكذا هو في الأصلين، وهو مؤنث "جرب" بفتح فكسر، ولكن الذي في المعاجم أن الأنثى "جرباء".
(2426) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 1: 273 عن قتيبة عن أبي الأحوص عن سماك، وقال: "حديث حسن صحيح". ورواه الجماعة إلا الترمذي من حديث ميمونة، كما في المنتقى 767. قال الترمذي: "الخمرة: هو حصير صغير". وانظر 2061.

الصفحة 107