كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 3)

قال: كنت عند سعيد بن جُبير قال: أيّكم رأى الكوكبَ الذي انقضَّ البارحة؟، قلت: أنا، قلت: أمَا إني لم أكن في صلاة، ولكنّي لُدغْتُ، قال: وكيف فعلتَ؟، قلت: اسْتَرْقَيْتُ، قال: وما حملك على ذلَك؟، قلت: حديثٌ حدثناه الشَّعبي عن بُريْدة الأسلمي أنه قال: لا رقيَة إلاَّ من عَيْنٍ أوحُمَةِ، فقال سعيد، يعني ابنَ جُبير: قد أحسن من انتَهى إلى ما سمع، ثم قَال: حدثنا ابنُ عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُرِضتْ على الأمُم، فرأيت النبي ومعه الرّهْط، والنبي ومعه الرجل والرجلين، والنبي وليس معه أحدٌ، إذْ رُفِعَ لي سَوَاد عظيم، فقلت: هذه أمتي؟، فقيل: هذا موسى وقومُه، ولكنِ انظر إلى الأفق، فإذا سواد. عظيم، ثم قيل: انظرْ إلى هذا الجانب الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل: هذه أمتُك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذابِ"، ثم نهض النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل، فخاض القومُ في ذلك، فقالوا: مَنَ هؤلاء الذَين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟، فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يُشْركوا بالله شيئاً قط، وذكروا أشياء، فخرج إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -،
__________
= فيه فمرض بسببها، يقال منه عانه يعينه فهو عائن: إذا أصابه بالعين، والمصاب معين" يعني بفتح الميم. والحمة: بضم الحاء وتخفيف الميم، ويقال أيضاً بتشديدها، وأنكره الأزهري، وهي السم، قال ابن الأثير: "ويطلق أيضاً على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السم منها يخرج". "ومعه الرجل والرجلين": هكذا في الأصلين، وفي صحيح مسلم "والرجلان". "بمقالتهم" كذا في ح، وفي ك "بمقالاتهم". "أنت منهم": في ح "أنت فيهم"،وصححناه من ك وصحيح مسلم. "ثم قال الآخر" في ك "فقام رجل آخر".
"عكاشة": بضم العين وتشديد الكاف ويجوز تخفيفها أيضاً، وهو عكاشة بن محصن الأسدي، من السابقين الأولين، وشهد بدراً، واستشهد في قتل أهل الردة، رضي الله عنه. وهذه القصة ثبت نحوها أيضاً في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة، ومن حديث عمران بن حصين. وسيأتي نحوها كذلك من حديث ابن مسعود 3806، 3819، 3987.

الصفحة 115