كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 3)

يَفْرِقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يَسْدلُون، قال يعقوب: أَشعارَهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب ويعجبه موافقةُ أهل الكَتاب، قال يعقِوِب: في بعض ما لم يؤمر، قال إسحق: فيما لم يؤمر فيه، فسَدَل ناصيته، ثم فرق بعدُ.

2210 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا أبو خْيثَمة عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن أبي الطُّفَيل قال: رأيت معاوية يطوف بالبيت عن يساره عبد الله بن عباس، وأنا أتلوهما في ظهورهما أسمع كلامهما، فطفق معاوية يستلم ركن الحجْر. فقال له ابن عباس: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يستلم هذين الركنين، فيقوَل معاوية: دعني منك يا ابن عباس! فإنه ليس منها شيء
مهجور، فطفق ابن عباس لا يزيده كلما وضع يده على شيء من الركنين قال له ذلك.

2211 - حدثنا يونس حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عن عكْرمة عن ابن عباس قال: اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعاً: عمرةً من
__________
(2210) إسنادَه صحيح، حسن بن موسى: هو الأشيب البغدادي، قاضي طبرسان والموصل وحمص، وهو ثقة ثبت من شيوخ أحمد، قال أحمد: "وهو من متثبتي أهل بغداد".
أبو خيثمة: هو زهير بن معاوية. والحدبث رواه الترمذي 2: 92 مختصراً من طريق سفيان ومعمر عن ابن خثيم، وقال: "حسن صحيح"، ونسبه شارحه للحاكم أيضاً.
وانظر 1877، وقد أشرنا إلى رواية الترمذي هناك.
(2211) إسناده صحيح، داود بن عبد الرحمن: هو العطار، وهو ثقة كما قلنا في 1710، وترجم له البخاري في الكبير 2/ 1/ 220. والحديث رواه الترمذي 2: 80 وقال: "حديث غريب، وروى ابن عيينة هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن عكرمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر أربع عمر، ولم يذكر فيه: عن ابن عباس " ثم رواه بذلك من طريق ابن عيينة. وكأنه يريد تعليل هذا الموصول بالمرسل، وما هذه بعلة. وقال شارحه: "وأخرجه أبو داود وابن ماجة، وسكت عنه أبو داود والمنذري، ورجاله كلهم ثقات". الجعرانة، بكسر الجيم والعين وتشديد الراء، وقيل بسكون العين: موضع بينه وبين مكة ستة أميال أو تسعة.

الصفحة 17