كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 3)

شَقيق قال: كان عبد الله يخرج إلينا فيقول: إني لأخْبَر بمكانكم، وما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أُمِلَّكم، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتخوّلنا بالموعظة في الأيام، كراهية السآمةِ علينا.

3588 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وعَلْقَمة عن عبد الله قال: "إذا ركع أحدكم فليُفْرِشْ ذراعيه فخذيه، ولْيَجْنأ"، ثم طبَّق بين كفيه، فكأني انظر إلى اختلاف أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ثم طبَّق بين كفيه فأراهم.

3589 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: لما نزلتْ هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شقّ ذلك على الناس، وقالوا: يا رسوَل الله، فأينا لا يَظلم نفسَه؟، قَال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تَسمعوا ما قال العبدُ الصالح {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}؟ إنما هو الشرك.
__________
(3588) إسناده صحيح، ورواه مسلم1: 150 مطولاً في قصة، من طريق أبي معاوية عن الأعمش. ورواه أيضاً النسائي والدارمي والحاكم والبيهقي، وانظر نصب الراية 1: 374، وذخائر المواريث 4860. "وليجنأ" كذا ضبطت في صحيح مسلم بفتح الياء وإسكان الجيم وآخرها همزة، وذكرها ابن الأثير في حرف الحاء المهملة "وليحنأ"، وقال: هكذا جاء في الحديث، فإن كان بالحاء فهي من حتى ظهره: إذا عطفه، وإن كانت بالجيم فهي من جنا الرجل على الشيء: إذا أكب عليه. وهي متقاربان، والذي قرأناه في كتاب مسلم بالجيم، وفي كتاب الحميدي بالحاء". وانظر شرح النووي على مسلم 5: 16 - 17. وهذا التطبيق في الركوع، كان يقول به ابن مسعود، وهو منسوخ بالأخذ بالركب، ودليل نسخه حديث سعد بن أبي وقاص، قد مضى 1570. وانظر 4045،
4272، 4386.
(3589) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 3: 351 عن هذا الوضع. ونسبه السيوطي
في الدر المنثور 3: 26 - 27 للبخاري: مسلم والترمذي وابن جرير وغيرهم.

الصفحة 501