ليس له هجِّيرا إلاَّ: يا عبدَ الله بن مسعود، جاءت الساعة!!، قال: وكانِ متكئاً فجَلس، فقال: "إن الساعة لا تقوم حتىِ لا يُقْسَم ميراث ولا يُفْرَح بغنيمة"، قال: "عَدُواً يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهمِ أهل الإسلام"، فذكر الحديث، قال: "جاءهم الصريخ أن الدجال قد خَلف في ذَرَارِيّهم، فَيَرْفُضُون ما في أيديهم، ويُقبلون، فيبعثون عشرةَ فوارس طليعةً"، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوانَ خيولهم، وهم خير فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ"، أو قال: "هم من خير فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ".
3644 - . حدثنا إسماعيل عن ابن عَون عن عمرو بن سعيد عن حُميد بن عبد الرحمن قال: قال ابن مسعود: كنتُ لا أُحْجَبُ عن النَّجْوَى، ولا عن كذا ولا عن كذا، قال ابن عون: فنسى واحدةً ونسيتُ أنا
__________
(3644) في إسناده نظر، وأنا أرجح أنه منقطع. عمرو بن سعيد: هو القرشي، سبق توثيقه 1440. حميد بن عبد الرحمن: هو الحميري، وهو تابعي ثقة، كما مضى 1440، ولكنه يروي عن متأخري الصحابة، كابن عمر وأبى هريرة، وما أظنه من طبقة مَن يدرك ابن مسعود. والحديث أشار إليه الحافظ في الإصابة 6: 34 فذكره مختصراً، ونسبه للبغوي وأبي يعلى، ولم ينسبه للمسند، ولم أجده في مجمع الزوائد، ولعله اكتفى بحديث ابن مسعود في ذكر الكبر، وفيه: "ولكن الكبر من سفه الحق وازدرى الناس"، وسيأتي 3789. "مرارة": بضم الميم وتخفيف الراء. "الرهاوي": بفتح الراء، نسبة إلى "رهاء" قبيلة من مذحج، وضبطه بعضهم بضم الراء، انظر المشتبه 231 وشرح القاموس 10: 161 والأنساب للسمعاني. قال ابن عبد البر في الاستيعاب 256. "وليس مالك بن مرارة هذا مشهورَاً في الصحابة". الشراك، بكسر الشين وتخفيف الراء: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. بطر الحق: هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله. سفه الحق: أي جهله، والسفه في الأصل الخفة والطيش، والمعنى الاستحفاف بالحق وأن لا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة. غمَط الناس: استهان بهم واستحقّرهم.