كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 4)

ابن [أبي]،هشام مولى الهَمْداني عن زيد بن أبي زائد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "لا يُبلغني أحدٌ عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أُحبّ أن اخرج إليكم وأنا سليم الصدر"، قال. وأتَى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مالٌ فقسمه، قال: فمررت برجلين وأحدهما يقول لصاحبه.
والله ما أراد محمد بقسمته وجهَ الله ولا الدارَ الآخرة، فتثبَّتُّ حتى سمعتُ ما قالا، ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إنك قلتَ لنا لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً، وإني مررتُ بفلان وفلان وهما يقولان كذا وكذا، قال: فاحمّر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشق عليه، ثم قال: "دَعْنَا منك، فقد أُوذِيِ موسى بأكثر من ذلك ثم صَبَر".
__________
= يذكر فيه جرحاً، وهو أمارة التوثيق في تاريخ البخاري. زيد بن أبي زائد: ترجم في التهذيب باسم "زيد بن زائدة، ويقال ابن زائد"، وقال: "ذكره ابن حبان في الثقات، قلت: وذكر أباه بحذف الهاء، وكذا ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن أبي خيثمة وغيرهم. وقال الأزدي: لا يصح حديثه!، وقال البخاري في الكبير 2/ 1/ 361: "زيد بن زائد، قال أبو جعفر عبيد الله والحسين بن محمد قالا: حدثنا إسرائيل عن السدي عن الوليد بن أبي هاشم عن زيد بن زائد عن عبد الله بن مسعود: قال النبي-صلي الله عليه وسلم-: لا يبلغني أحد عن أحد شيئاً. ولم يذكر محمد بن يوسف: السدّي". فاختلفت الرواية في هذا الحديث عن إسرائيل، فجعله بعض الرواة "عن إسرائيل عن الوليد" مباشرة دون واسطة، كما حكى البخاري عن محمد بن يوسف". وكما جاء في رواية المسند هنا عن حجاج
عن إسرائيل، وكما جاء في رواية أبي داود 4: 415 من طريق الفريابي، وهو محمد ابن يوسف، وزهير بن حرب، كلاهما عن إسرائيل. وقد روى أبو داود أول الحديث إلى قوله "وأ نا سليم الصدر". وسواء أكان عن إسرائيل عن السدي عن الوليد، أم عن إسرائيل عن الوليد مباشرة، فهو إسناد حسن، لأن السدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير، وهو ثقة، كما قلنا في 807. وقال المنذري في حديث أبي داود: "وأخرجه الترمذي، وقال: غريب من هذا الوجه. هذا آخر كلامه. وفي إسناده الوليد بن أبي هشام. قال أبو حاتم الرازي: ليس بالمشهور". وأما آخر الحديث فقد مضى نحو معناه بإسناد صحيح 3608.

الصفحة 21