كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 4)

يا رب، رضيت يا رب"، قال: "فقيل لي: إِن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فداً لكم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين الألف فافعلوا، فإن قصًرتم فكونوا من أهلِ الظَّرَاب، فإن قصرتم فكونوا منِ أهل الأفق، فإني قد رأيت ثَم ناساً يَتَهاوشون"، فقَام عكّاشة بن محْصن، فقال: ادْع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين، فدعَا له، فقال رجل آخر، فقال: ادع الله يا رسول الله أن يجعلِنيِ منهم، فقال: "قد سبقك بها عُكَّاشة"، قال: ثم تحدثنا، فقلنا: من تروْن هؤلاء السبعون الألف؟، قومٌ ولدوا في الإسلام لم يشركوا بالله شِيئاً حتى ماتوا؟، فبلغ ذلك النبي في، فقال: "هم الذين لا يَكْتَوون، ولا يسْتَرْقون، ولا يتطمرون، وعلى ربهم يتوكلون".

3807 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: / كنا مع النبي- صلي الله عليه وسلم - في سفر، فلم يجدوا ماءً، فأتى بتَوْرٍ من ماء، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم فيه يده، وفرًج بِين أصابعه، قال: فرأيت الماء يتفجر من بين أصابع النبي - صلى الله عليه وسلم -، [ثم قال]: "حِي على الوَضوء والبركة من الله"، قال الأعمش: فأخبرني سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر بن عبد الله: كم كان الناس يومئذ؟، قال: كناً ألفاً وخمسمائة.
__________
= المفتوحة: الجبال الصغار، واحدها ظرب، بفتح الظاء وكسر الراء.
(3807) إسناداه صحيحان، وهو في الحقيقة حديثان: عن ابن مسعود وعن جابر بن عبد الله، وحديث ابن مسعود سيأتي نحوه بإسناد آخر 4393 ومن ذلك الوجه رواه البخاري والترمذي وصححه. وحديث جابر رواه البخاري كما في تاريخ ابن كثير 6: 96. وقد مضى معناه في مسند ابن عباس 2268، 2991. زيادة [ثم قال]، زدناها من ك. التور، بفتح التاء المثناة وسكون الواو: إناء من صفْر أو حجارة كالإجانة.

الصفحة 42