كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 5)

حَلْحَلة الدِّيلِي عن محمد بن عِمْران الأنصاري عن أبيه أنه [قال]: عَدل
__________
= مخطوطة الشيخ عابد السندي، وكذلك رسم بالمهملة في معجم ما استعجم للبكري، عند ذكره. الحديث مرتين 124، 733. وفي المسند ح، والموطأ طبعة الحلبي، والنسائي مخطوطة الشيخ عابد السندي: "نفخ" بنقطة فوق الخاء، وكذلك ضبطه الزرقاني في شرح الموطأ 2: 284 "بخاء معجمه". وأنا أرجح أن يكون بالحاء المهملة، لأن "النفخ" بالمعجمة هو المعروف من إخراج الريح من الفم وغيره، واستعماله في معنى الإشارة باليد من المجاز البعيد، الذي يحتاج إلى تكلف شديد. وأما "النفح" بالمهملة، فإنه الضرب والرمي باليد أو الرجل، ومنه حديث: "المكثرون هم المقلون، إلا من نفح فيه يمينه وشماله"، قال ابن الأثير؛ "أي ضرب يديه فيه بالعطاء". ومنه قولهم "نفحت الدابة"، أي رمحت برجلها ورمت بحدّ حافرها. "السرر" بضم السين المهملة وفتح الراء وآخره راء ثانية، قال ابن الأثير: وقيل: هو بفتح السين والراء، وقيل: بكسر السين". وقال القاضي عياض في المشارق 2: 212: "بضم السين لأكثرهم، وضبطه الجياني بالضم والكسر معاً". وكذلك ضبطه البكري في معجم ما استعجم 733 في المادتين: مادة الضم ومادة الكسر، مشيراً، إلى هذا الحديث. وذكر ياقوت في معجم البلدان 5: 68 أنه بكسر أوله، ثم قال بعد كلام: "وروى المغاربة واد على أربعة أميال من مكة عن يمين الجبل، قالوا: هو بضم السين وفتح الراء الأولى، قالوا: كذا رواه المحدثون بلا خوف، قالوا: وقال الرياشي: المحدّثون يضمونه، وإنما هو بالتفح. وهذا الوادي هو الذي سر فيه سبعون نبياً، أي قطعتْ سِرَرهم بالكسر، وهو الأصح. هذا كله من مطالع الأنوار، وليس فيه شيء موافقاً للإجماع". قوله "سرَّ تحتها سبعون نبياً"، بضم السين وفتح الراء بالبناء لما لم يسم فاعله، قال ابن الأثير: "أي قطعت سررهم، يعني أنهم ولدوا تحتها، فهو يصف بركتها". وقال القاضي عياض في المشارق 2: 212: "قيل: هو من السرور، أي بشروا بالنبوة"، وذكر القول السابق أيضاً، وزاد الزرقاني في شرح الموطأ: "وقال مالك: بشروا تحتها بما يسرّهم، قال ابن حبيب: فهو من السرور، أي تنبؤوا تحتها واحداً بعد واحد، فسروا بذلك"، واختاره الزرقاني. والظاهر عندي أنه الأصح. وفي م بدل"سرّ": "بشر"، وعليها علامة تدل على شك الناسخ فيها، وهي تصحيف مخالف لجميع الأصول والنصوص.

الصفحة 475