كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 5)

يجتمعون فيَتَحيَّنُون الصلاةَ، وليس ينادي بها أحدٌ، فتكلموا يوماً في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوساً مثلَ ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل قَرناً مثلَ قرن اليهود، فَقال عمر: أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا بلال، قم فَنَادِ بالصلاة".

6358 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "إن الذي تفوته
__________
= أذانَ الناس اليوم، قال: فزاد بلال في الصبح: الصلاة خير من النوم، فأقرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليست فيما أري الأنصاري". ورواه ابن ماجة 1: 124 - 125 بنحوه، مع شيء من الاختصار، وزاد في آخره: "قال عمر: يا رسول الله، قد رأيتُ مثل الذي رأى، ولكنه سبقني". وفي إسنادي ابن سعد وابن ماجة إلى الزهري شيء من الضعف، ولكن اختلاف مخرج الإسنادين يجعل لهذه الرواية أصلاً، مع ما يؤيدها من سائر الأحاديث في حكاية بدء الأذان. انتهى ما قلنا في شرح الترمذي. وقول الحافظ أن في رواية الإسماعيلي "فأذن بالصلاة" بدل "فناد بالصلاة" يريد به مستخرج الإسماعيلي على صحيح البخاري. ونزيد على ذلك أن أبا عوانة روى هذا الحديث في مسنده، وهو
المعروف بصحيح أبي عوانة، وهو مستخرج على صحيح مسلم، رواه فيه 1: 326 عن أبي بكر محمد بن إسحق وأبي حميد عبد الله بن محمد المصيصي، كلاهما عن حجاج بن محمد، وقال في آخره: "قال أبو حميد: فأذن بالصلاة، وقال محمد بن إسحق: فناد بالصلاة". قوله "فيتحينون": قال الحافظ: "بحاء مهملة بعدها مثناة تحتانية ثم نون، أي يقدرون أحيانها ليأتوا إليها، والحين الوقت والزمان. وهذه الكلمة أخطأ ناسخ م في كتابتها، ثم كتبها واضحة بالهامش بياناً، ثم صنعِ ما يصنع المتقنون الأمناء، فكتبها مرة أخرى بالهامش حروفاً مقطعة هكذا (ىَ تَ حَ يَّ نُ ونَ) وقد بينا من قبل في 5453 مثل هذا الصنيع في الضبط والإتقان. قوله "قرناً"، كذلك في رواية مسلم والترمذي والنسائي وبعض نسخ البخاري، وفي أكثر نسخه "بوقاً مثل قرن اليهود"، والقرن معروف، هو قرن الثور يتخذ بوقاً ينفخ فيه.
(6358) إسناده صحيح، وهو مطول 6324.

الصفحة 530