كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 5)

رهط من أصحابه، فيهم عمر بن الخطاب، حتىِ وجَدَ ابنَ صيَّادٍ، غلاماً قد ناهز الحُلُمَ، يلعبُ مع الغِلْمان، عند أُطُم بني مُعاوية، فذكر معناه.

6363 - حدثنا عبد الرزاق عن مَعْمَر عن الزُّهْريّ عن سالم أو عن غير واحد، قال: قال ابن عمر: انطلق رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأَبي بن كعب يأتيان
__________
= عن عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم عن صالح عن الزهري، ولم يرو باقيه من هذه الطريق. وسيأتي مزيد بيان في 6365 إن شاء الله. قوله في هذه الرواية "عند أطم بني معاوية": كذا في رواية صالح عن الزهري هنا وفي صحيح مسلم، قال النووي: "وذكر مسلم في رواية الحسن بن علي الحلواني أنه أطم بني معاوية، بضم اليم وبالعين المهملة، قال العلماء: المشهور المعروف هو الأول". والظاهر أن هذا خطأ أو سهو من صالح أو ممن روى عنه، لم ينفرد به الحسن الحلواني شيخ مسلم, لأنه هكذا ثبن في رواية أحمد هنا كما ترى.
(6363) إسناده صحيح، وهو قطعة من الحديث الطويل، الذي أشرنا إلى بعض رواياته عند الشيخين، كما مضى في 6360. ولكن هنا شبهة ضعف في قول عبد الرزاق "عن معمر عن الزهري عن سالم أو عن غير واحد"، لما فيه من التردد بين سالم، وبين ناس مبهمين لم تعرف أشخاصهم ولا أحوالهم. فلو انفردت هذه الرواية كانت ضعيفة من غير شك. ولم أجد أحداً من العلماء تعرض لهذه الرواية أو أشار إليها. والظاهر عندي أن هذا هو السبب في أن البخاري لم يخرج الحديث بطوله من رواية عبد الرزاق عن معمر، بل خرجه من رواية هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر، كما ذكرنا في الحديث الأول. ولعل هذا أيضاً هو الذي حدا مسلماً أن لا يسوق لفظ الحديث بطوله، حين رواه
كاملا 2: 374 عن عبد بن حميد وسلمة بن شبيب، كلاهما عن عبد الرزاق "حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر" إلخ، وقال: "بمعنى حديث يونس وصالح، غير أن عبد بن حميد لم يذكر حديث ابن عمر في انطلاق النبي -صلي الله عليه وسلم -مع أبي بن كعب في النخل". يعني هذا الحديث. وأيا ما كان فإن هذا الحديث صحيح، على الرغم من الشك في "سالم أو غير واحد" في هذا الإسناد، لثبوته وصحته من الرواي.

الصفحة 536