كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 5)

النَّخْل التي فيها ابنُ صيّاد، حتى إذا دخلا النخِلَ طَفقَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يتَّقي بجُذُوع النخل، وهو يَخْتلُ ابنَ صيَّاد، أن يسمع من ابَن صيِاد شيئاً قبل أن يراه، وابنُ صيَّاد مضطجعٌ على فراشه في قطيفة، له فيها زَمْزمة، قال: فرأتْ أُمُّه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وهو يتَّقي بجذوع النخل، فقالت: أيْ صَافِ، وهو اسمه، هذا محمد، فثار، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو ترَكته بيَّن".

6364 - حدثنا أبو اليَمان حدثنا شعَيب عن الزُّهْرِيّ أخبرني سالم ابن عبد الله سمعت عبد الله بن عمر يقول: انطلق بعد ذلك النبي -صلي الله عليه وسلم - هو
__________
= الأخر التي ليس فيها هذا الشك. فقد رواه البخاري من طريق هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري، ورواه الشيخان من طريق يونس عن الزهري، ضمن الرواية المطولة، كما ذكرنا في 6360. ورواه البخاري معلقاً 6: 112، فقال: "وقال الليث: حدثني عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر، فذكر هذا الحديث وحده. وقال الحفاظ: "وصله الإسماعيلي من طريق يحيى بن بكير وأبي صالح، كلاهما عن الليث". وسيأتي أيضاً عقب هذا 6364 من رواية شعيب عن الزهري، كلهم رووه عنه عن سالم عن أبيه، من غير شك. قوله "وهو يختل ابن صياد": بفتح الياء التحتية وسكون الخاء المعجمة وكسر التاء المثناة الفوقية، أي يطلب أن يسمع كلامه على غفلة منه وهو لا يشعر، ليعلم هو والصحابة حاله: أكاهن هو أم ساحر. "من ابن صياد"، في ح "عن" بدل "من"، وهو غير جيد، ولعله تصحيف، وأثبتنا ما في ك م. "القطيفة" بالقاف والطاء المهملة: كساء له خَمْل. "الزمزمة" بزاءين: صوت خفي لا يكاد يفهم، وقال الحافظ في الفتح 3: 175: "قال الخطابي: هو تحريك الشفتين بالكلام، وقال غيره: وهو كلام العلوج، وهو صوت يصوت من الخياشيم والحلق". قوله في آخر الحديث "بين"، في نسخة بهامش م "لبَّين".
(6364) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهذا القسم وحده رواه البخاري 5: 184 عن أبي اليمان، شيخ أحمد هنا، عن شعيب، بهذا الإسناد. ورواه البخاري أيضاً 10: 463 بهذا الإسناد، ضمن الحديث المطول، الذي يشمل الأحاديث 6360 - 6365. وقد سبق أن بينا رواياته أثناء الحديث المطول، عند الشيخين من أوجه أخر، في 6360.

الصفحة 537