كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 6)

رِدَائِهِ. قَالَ وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ دُونَهُ يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِي: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ الله}؟. ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ فَإِنَّ ذَلِكَ لأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشاً بَلَغَتْ مِنْهُ قَطُّ.

7037 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمَّد بن إسحق قال: وحدثني عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو: أنَّ وَفد هَوَازِنَ أتوْا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -وهو بالجعرَّانة، وقد أسلمواِ، فقالوا: يا- رسول الله؛ إنَّا أصلٌ وعشيرةٌ، وقد أصابنا منَ اَلبلاء ما لا يَخْفى عليك، فامْنُنُ علينا! مَن الله. عليك، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أبناؤكم ونساؤكم أحبُّ إليكمْ أم أموالكم؟ "، قالوا: يا رسول الله؟ خَيَّرْتنا بين أحسابنا وبين أموالنا، بل تردُّ علينا نساؤنا وأبناؤنا، فهو أحبُّ إلينا، فقال لهم: "أمَّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، فإذا صلَّيت للناس الظهرْ، فقدموا، فقولوا: إنَّا نستشفع برسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، في أبنائنا ونسائنا، فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم"، فلما صلَّى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -بالناس الظهر قاموا، فتكلَّموا بالذي أمرهم به، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم"، قال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال الأقْرعُ ابن حَابس: أمَّا أنا وبنو تَميم فَلا! وقال عُيَيْنَة بن حصْن بن حذَيفة بن بَدر: أمَّا أنا وبنو فَزَارَة، فلا! قال عبَّاس بن مرْدَاسٍ: أمَّا أنا وَبنو سُلَيم فلا!، قالت بنو سُلَيم لا، ما كانْ لنا فهو لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: يقول عباسٌ: يا بني سليم، وهنتموني!!، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أمَّا مَنْ تَمَسَّك منكم بحقِّه من هذا السَّبي فله بكِل إنسانٍ ستُّ فَرائضَ من أول شيء نصيبه"، فردوا على الناس أبناءهم ونسَاءهم.
__________
(7037) إسناده صحيح، وقد مضى بأطول من هذا (6729)، من رواية حماد بن سلمة عن محمَّد بن إسحق، بهذا الإِسناد، وأشرنا إلى هذا هناك.

الصفحة 465