كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

أبي هريرة قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-. "إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ ضَوْءِ كَوْكَبٍ دُرِّىٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ، وَلاَ يَتْفُلُونَ، وَلاَ يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ
__________
= هريرة. وابن فضيل هو شيخ أحمد في الإِسناد الذي هنا، فقد سمعه إذن من عمارة على الوجهين: عن أبي صالح، وعن أبي زرعة. ورواه البخاري بنحوه (6: 260 - 261)، من طريق جرير، ومسلم (2: 350)، من طريق عبد الواحد بن زياد وجرير، كلاهما عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة. فهؤلاء ثلاثة شيوخ، منهم ابن فضيل نفسه، رووه عن عمارة عن أبي زرعة. فكان تحرزاً دقيقاً من الإِمام أحمد أن ينص على أن الإِسناد الذي رواه عن ابن فضيل، إنما هو وجه آخر، يرويه ابن فضيل عن عمارة عن أبي صالح عن أبي هريرة، وأنه ليس خطأ ولا سهوًا". ويؤيد ذلك أن الأعمش رواه أيضاً عن أبي صالح عن أبي هريرة: فرواه أحمد- فيما سيأتي (7429) عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. وكذلك رواه مسلم (2: 350)، وابن ماجة (2: 307)، كلاهما من طريق أبي معاوية عن الأعمش. ثم الحديث ثابت بنحوه من غير وجه عن أبي هريرة: فرواه أحمد (8183)، عن عبد الرزاق عن عمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة. وكذلك رواه البخاري (6: 230 - 232)، والترمذي (3: 327 - 328)، كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر. وقال الترمذي: "هذا حديث صحيح". ورواه البخاري بعناه أيضاً (6: 232)، من حديث أبي الزناد في الأعرج عن أبي هريرة. ورواه كذلك (6: 233)، من حديث هلال بن أبي ميمونة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة. وانظر (7152). وقد أشرنا إلى هذا هناك. قوله "ورشحهم المسك": الرشح: العرق؛ لأنه يخرج من البدن شيئاً فشيئًا، كما يرشح الإناء المتخلل الأجزاء. قاله ابن الأثير. وقوله "ومجامرهم الألوة": قال ابن الأثير: "المجامر: جمع مجمر ومُجمر. فالمجمر، بكسر اليم [يعني الميم الأولى مع فتح الثانية]: هو الذي يوضع فيه النار للبخور. والمجمر، بالضم: الذي يُتبخر به وأُعد له الجمر، وهو المراد في هذا الحديث، أبي أن بخورهم بالألوة"، وقال أيضاً: "الألوة: هو العود الذي يتبخر به. وتفتح همزته وتضم، وهمزتها أصلية، وقيل زائدة". وهو بضم اللام وتشديد =

الصفحة 16