كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره".

7522 - حدثنا زيد بن الحباب، أخبرني أبو مودود، حدثني عبد الرحمن بن أبي حدرد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال
__________
= يذكر لفظه، بل أحال على لفظ حديث أنس قبله، بهذا اللفظ. ورواه البخاري 11: 274، من طريق مالك، عن أبي الزناد، به. بلفظ "حجبت"، في الموضعين. وذكر الحافظ أنه في رواية الفروي لصحيح البخاري: "حفت"، في الموضعين. وقد وقع خطأ في لفظ الحديث، في ح م. فلفظه فيهما: "حفت الجنة بالشهوات، وحفت النار بالمكاره"! وهذا باطل مناقض لمعنى الحديث. ووقع في ك على الصواب، ولكن بتقديم وتأخير: "حفت الجنة بالكاره، وحفت النار بالشهوات". وهو صحيح المعنى، موافق للفظ حديث أنس. ولكنا صحنا اللفظ، وأثبتناه، على اللفظ الذي ذكره الحافظ ابن كثير، في جامع المسانيد والسنن، عن المسند، بهذا الإِسناد. ورجع ذلك عندنا موافقته لرواية البخاري، من
حديث مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج. وسيأتي الحديث: 8931، من وجه آخر عن أبي هريرة، على لفظ حديث أنس، بتقديم "الجنة". وانظر ما يأتي: 8379. قوله "حفت"، قال الحافظ: بالمهملة والفاء، من الحفاف، وهو ما يحيط بالشيء حتى لا يتوصل إليه إلا بتخطيه. فالجنة لا يتوصل إليها إلا بقطع مفاوز المكاره. والنار لا ينجى منها إلا بترك الشهوات". وقال الحافظ أيضاً: "وهو من جوامع كلمه - صلى الله عليه وسلم -، وبديع بلاغته، في ذم الشهوات، وإن مالت إليها النفوس، والحض على الطاعات، وإن كرهتها النفوس وشق عليها".
(7522) إسناده صحيح، أبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي، سبق توثيقه: 528.
ونزيد هنا أنه وثقه أحمد، وابن معين، وابن المديني، وغيرهم، وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 384، والدولابي في الكنى 2: 134. "مودودأ: بدالين، ووقع في ح بالراء بدل الدال الأولى، وهو خطأ مطبعي واضح. عبد الرحمن بن أبي حدرد - بفتح الحاء والراء وبينهما دال ساكنة وآخره دال، مهملات- الأسلمي المدني: تابعي ثقة، ذكره ابن =

الصفحة 310