كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

جبهته وجنبه وظهره، حتى يحكم الله عز وجل بين عباده، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يُرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، وما من صاحب غنم لا يؤدي حقها، إلا جاءت يوم القيامة أوفر ما كانت، فيُبطح لها بقاع قرقرٍ، فتنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء، كلما مضت أخراها رُدت عليه أولاها، حتى يحكم الله عَزَّ وَجَلَّ بين عباده، في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار، وما من صاحب إبل لا يؤدي
__________
= الواضح أن ابن الأثير والمنذري يريدان بهذه النسبة أصل الحديث، لا تفصيله بشطريه.
ولكنه تساهل منهما على كل حال، وكان الحافظ ابن كثيراً ضد احتياطًا منهما وتدقيقًا، فقد نقل أوله عن هذا الموضع، بهذا الإسناد، "عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة"، في التفسير 8: 478، إلى قوله "وعلى رجل وزر"، ثم قال: "إلى آخره. ورواه مسلم في صحيحه بتمامه، منفردًا، به دون البخاري، من حديث سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة". وسيأتي الحديث من أوجه أخر غير ما أشرنا إليه، منها: 8967، 10355 - 10357. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود: 3756، 3757. وفي مسند ابن عمر: 6448 "الصفائح": جمع "صفيحة"، وهي كل عريض من لوح أو
حجارة ونحوهما. قوله "ثم يرى سبيله"، في المواضع الثلاثة - يجوز ضبطه بفتح الياء من "يرى" مع فتح اللام من "سبيله"، مفعول، أي: يرى هذا الشخص سبيل نفسه وعاقبة أمره. ويجوز ضم الياء مع فتح اللام، أي: يريه الله أو الملائكة سبيله. ويجوز أيضًا ضم اللام مع ضم الياء، فيكون "سبيله" نائب الفاعل. "أوفر ما كانت": أي أكثرُ ما كانت، من "الوفر"، وهو الكثير الواسع. "فيبطح": أي يلق على وجهه لتطأه. "بقاع قرقر" - القاع: المكان المستوى الواسع في وطأة من الأرض. والقرقر: الأملس. "بأظلافها": جمع "ظلف" بكسر الظاء المعجمة وسكون اللام، وهو من الشاة كالحافر من الفرس. "العقصاء": الملتوية القرنين، وإنما ذكرها لأن العقصاء لا تؤلم بنطحها كما يؤلم غير العقصاء.
"الجلحاء": التي لا قرن لها. قوله "استنت شرفًا" - الاستنان: الجري. والشرف، بفتح الشين المعجمة والراء: الشوط والدى. قال ابن الأثير: "استن الفرس استنانًا، أي: عدا =

الصفحة 327