كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من سئل
__________
= علي بن الحكم البناني، بهذا الإِسناد، نحوه. وكذلك رواه الترمذي 3: 370، وابن ماجة: 261، وابن عبد البر 1: 5 - كلهم من طريق عمارة بن زاذان. وسيأتي: 10425، عن ابن نمير، عن عمارة. ورواه أيضاً الحجاج بن أرطأة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، بنحوه. وسيأتي من طريق الحجاج: 7930، 10492، 10605. ورواه أيضًا ليث بن أبي سليم، عن عطاء، بنحوه، عند ابن عبد البر 1: 5.
وقد أخطأ عبد الوارث بن سعيد، حين روى هذا الحديث عن علي بن الحكم، فزاد في الإِسناد رجلاً مبهما. فرواه الحاكم في المستدرك 1: 101، من طريق مسلم بن إبراهيم، ورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1: 4، من طريق مسدد - كلاهما "عن عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن عطاء، عن أبي هريرة".
وإنما قطعنا بأن الخطأ في زيادة الرجل المبهم هو من عبد الوارث -: لأنه رواه عنه اثنان من الثقات بهذه الزيادة، ومن البعيد أن يكون الخطأ منهما معاً دونه. ولأنه رواه ثقتان عن علي بن الحكم، هما حمّاد بن سلمة وعمارة بن زاذان - كما بينا من قبل - فلم يذكرا هذا الرجل المبهم بين علي بن الحكم وعطاء. واثنان أقرب إلى الحفظ وأولى بالترجيح من واحد. ثم قد اختلف على عبد الوارث نفسه في هذا المبهم الذي زاده، أين موضعه من الإِسناد؟: فرواه الحاكم أيضاً، من طريق أزهر بن مروان: "حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا علي بن الحكم، عن عطاء، عن رجل، عن أبي هريرة".
فجعل الرجل المبهم بين عطاء وأبي هريرة. وقد حكى الحاكم في هذا قصة طريفة جيدة، بينه وبين شيخه الحافظ الكبير أبي على الحسين بن علي النيسابوري، هي حجة قاطعة على صحة الحديث: فإنه رواه أولاً 1: 101، من طريق محمَّد بن ثور الصنعاني، وهو ثقة معروف، شهد له أبو زرعة بأنه أفضل من عبد الرزاق - فقال محمَّد بن ثور: "حدثنا ابن جُريج، قال: جاء الأعمش إلى عطاء، فسأله عن حديث، فحدثه، فقلنا له: تحدث هذا وهو عراقي؟! قال: لأنى سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: من سئل عن علم فكتمه، جيء به يوم القيامة وقد ألجم بلجام من نار". ثم قال الحاكم: =

الصفحة 332