كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسن، فلعله يزداد خيرًا، وإما
__________
= عن الزهري: سْعيب، وابن أبي حفصة، ويونس بن يزيد". وقال: "وقد أخرجه النسائي الإسماعيلي، من طريق إبراهيم بن سمد، عن الزهري، فقال: عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة. لكن قال النسائي: إن الأول هو الصواب". وقال الحافظ أيضاً 10: 109: "هكذا اتفق هؤلاء عن الزهري في روايته عن أبي عبيد. وخالفهم إبراهيم بن سعد عن الزهري - فقال: عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. أخرجه النسائي، وقال: رواية الزبيدي أولى بالصواب، وإبراهيم بن سعد ثقة. يعني ولكنه أخطأ في هذا". فهكذا أعل الحافظ رواية إبراهيم بن سعد، هذه: 7568 - دون حجة ولا دليل! في كانت رواية الزهري الحديث عن أبي عبيد لتنفي روايته إياه عن عبيد الله بن عبد الله، وأن يكون للزهري فيه شيخان روياه له عن أبي هريرة، إلا أن يقوم دليل صحيح على هذا النفي، وعلى خطأ إبراهيم بن سعد. أما أن يكون الدليل أن عددًا أكثرُ منه رووا تلك الرواية" فلا. بل تكون روايتهم مؤيدة روايته، في ثبوت الحديث عن أبي هريرة، كما هو ظاهر. ثم إن الحافظ نقل عن النسائي - في الموضعين من الفتح: أنه جعل الرواية عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن هي الصواب، أو هي "أولى بالصواب"! ولكني لم أجد هذا الكلام ولا ما يشبهه في سنن النسائي في هذا الموضع، في أربع نسخ عندي: طبعة الهند القديمة، وطبعة مصر الأولى، ومخطوطتان. ولعله في نسخ أخرى، أو في كتاب آخر
للنسائي. ثم إن الحديث - بمعناه- رواه تابعيان آخران عن أبي هريرة: فقد رواه معمر، عن همام بن منبه - في صحيفته المشهورة - عن أبي هريرة، بنحوه. وسيأتي في المسند: 8174، عن عبد الرزاق، عن معمر. وقد رواه أيضاً مسلم 2: 308، من هذا الوجه.
وقد أشار الحافظ في الفتح 13: 189، لهذه الرواية، عند رواية البخاري من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن أبي عبيد. فقال: "كذا لهشام بن يوسف عن معمر. وقال عبد الرزاق: عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، أخرجه مسلم. والطريقان محفوظان لمعمر". وهذا حق. ولست أدري لماذا لا يكون أيضًا الطريقان محفوظين للزهري: عن عُبيد الله بن عبد الله وأبي عبيد مولى ابن أزهر؟! وقد رواه أيضاً أبو يونس سليم بن جُبير مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، بنحو رواية همام بن =

الصفحة 339