كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

"إن الله يحب العُطاس، ويُبْغض، أو يكره التثاؤب، فإذا قال أحدهم: ها، ها، فإنما ذلك الشيطان يضحكَ من جوفه".

7590 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا استيقظ أحدكم فلا
__________
= عجلان: عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة - فذاك ما حُمل عنه قديمًا قبل اختلاط صحيفته عليه. ما قال: عن سعيد عن أبي هريرة - فبعضها متصل صحيح، وبعضها منقطع؛ لأنه أسقط أباه منها. فلا يجب الاحتجاج عند الاحتياط إلا بما روى الثقات المتقنون عنه عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. وإنما كان يَهي أمرُه ويضعف لو قال في الكل: سعيد عن أبي هريرة، فإنه لو قال ذلك لكان كاذبًا في البعض؛ لأن الكل لم يسمع سعيد عن أبي هريرة. فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطًا، على حسب ما ذكرناه". وفي هذا الذي قال ابن حبان - عندي - نظر. لأن ابن عجلان إن كان قد اختلط عليه الفرق بين ما حدَّثه سعيد عن أبي هريرة، وما حدثه سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، ثم جعلها كلها "عن أبي هريرة" -: فليس في هذا ما يدفع صحة النوعين جميعًا: أما ما كان "عن سعيد عن أبي هريرة" فظاهر. وأما النوع الآخر، فأكثر ما فيه أنه أرسله، فحذف من الإِسناد راويًا لم يستيقن إثباته فيه. وقد عرف - من كلامه نفسه - أن المحذوف هو أبو سعيد المقبري. وليس في هذا مطعن على ابن عجلان، إذا احتاط وتوثق، فأثبت ما هو منه على يقين، وحدف ما خانه فيه حفظه. والصورة التي تخيلها ابن حبان: أنه "كان يهى أمره لو قال في الكل: "سعيد عن أبي هريرة" - لا تكون موضع توهين ولا تكذيب، إلا، أن يصرح ابن عجلان في كل حديث عن سعيد بسماعه من أبي هريرة، ولم يكن ذلك قط، بل هو يحتاط ويقول: "سعيد عن أبي هريرة". فجميع هذه الروايات - فيما نرى - تحمل على الاتصال، حتى فيما يكون ظاهره الانقطاع، وفيما يثبت من وجه آخرأن سعيدًا لم يسمعه من أبي هريرة. إذ استيقنا أنه سمعه من أبيه عن أبي هريرة.
(7590) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7508. وقد خرجناه في: 7280. وهو من هذا الوجه،
رواه أيضاً مسلم 1: 92، من طريق عبد الرزاق. ولم يذكر لفظه هناك. "الوضوء" - بفتح الواو: الماء الذي يتوضأ به.

الصفحة 353