كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

يتبختر في حلةٍ، معجب بجمته، قد أسبل إزاره، إذا خسف الله به، فهو يتجلجل"، أو قال: "يهوي فيها، إلى يوم القيامة".

7619 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معِمر، عن الزهري، حدثني ثابت بن قيس، أن أبا هريرة قال: أخذت الناسَ ريحٌ بطريق مكة، وعمر بن الخطاب حاج، فاشتدت عليهم، فقالَ عمر لمن حوله: من يحدثنا عن الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئاً، فبلغني الذي سأل عنه عمر من ذلك، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته، فقلت: يا أمير المؤمنين، أخْبرِت أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "الريح من روْح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا به من شرها".

7620 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن
__________
(7619) إسناده صحيح، وهو مطول: 7407 وقد خرجناه وأشرنا إلى هذا هناك. ونزيد هنا أنه رواه البخاري في الأدب المفرد، ص 132، مطولاً، من طريق يونس، عن الزهري.
(7620) إسناده صحيح، وهو في جمامع السانيد 7: 161 - 162. وهو مطول: 7575. وقد أشرنا إليه هناك. وأما من هذا الوجه، فرواه مسلم 1: 147، عن محمَّد بن رافع، وعبد بن حميد- كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ولم يذكر لفظه، إحالة على رواية قبله. ورواه النسائي 2: 52 - 53، من طريق الزبيدي، عن الزهري، بهذا الإِسناد أيضاً. قوله "وأعطيت جوامع الكلام"، هكذا ثبت في ح م. وفي ك وجامع المسانيد "جوامع الكلم"، كسائر الروايات قول أبي هريرة "وأنتم تنتثلونها": أي تستخرجونها. يقال "نثل الركية": أخرج ترابها، و"انتثل كنانته": استخرج ما فيها من السهام. والضمير هنا يراد به الأموال وما فتح عليهم من زهرة الدنيا. المشار إليها في قوله - صلى الله عليه وسلم - "جيء بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي". يشير أبو هريرة إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى الرفيق الأعلى، قبل الفتوح التي بشر بها أمته، ولم ينل منها شيئاً.

الصفحة 367